العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ

الطريق إلى كرزكان

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

إلى قبل النطق ببراءة متهمي كرزكان بسويعات كانت المنطقة منطقة «شبه محظورة»، وعشرات القصص تحكى يوميا عن مواقف بعضها مخزية وأخرى مضحكة من شدة الألم تحدث لعابري الشارع العام للمنطقة الغربية المؤدي من الشمال والجنوب إلى كرزكان، نظرا إلى سيطرات التفتيش المنصوبة على مداخل القرية.

أما اليوم وبعد أعراس الفرح والبهجة التي عمّت الكثير من المناطق البحرينية بخروج شبان كرزكان من زنازينهم بوسام «البراءة» بعد أن رزحوا فيها عاما ونصف العام، فلا ينتظر الناس أن يروا تلك الاستنفارات الأمنية ونقاط التفتيش على مداخل القرية، التي كانت تستفز المشاعر أكثر من تحقيق الهدوء؛ على الأقل تجنبا لتنغيص الفرحة، وإتاحة المجال لمنطق آخر أكثر فاعلية بدلا من التشديد الأمني.

كرزكان، واحدة من القرى التي تحتاج إلى احتضان خاص يحقق مطالب أهاليها ويفي بجميع احتياجاتها الخدمية بعد أن عوملت طوال السنين الماضية على أنها بؤرة توتر ومعقل المناوشات الأمنية الذي لا يستحق إلا «اليد الحديد»، وهو ما لم يغيّر شيئا، بل زاد الوضع سوءا.

قبل أكثر من عام كتبت مقالا بعنوان «مسئول كبير في كرزكان... لماذا لا؟»، ومازلت مصرا على سؤالي مادام لم يتحقق بعد. فباستطاعة واحد من المسئولين المعنيين أن يكسر الحصار الرسمي على القرية وأخواتها، ويخطو خطوة جريئة وهادفة تفند الاتهامات الموجهة إلى السلطة بالتعامل المناطقي المزدوج، ويعلن زيارة هذه المنطقة «المحظورة» ليجلس مع أهاليها قبل وجهائها ومؤسساتها ويستنطق همومهم وحاجاتهم (كما يحدث في مناطق أخرى)، ثم يشرف بنفسه على تفعيلها وتنفيذها على أرض الواقع. حينها فقط ستتغير الصورة النمطية السائدة لدى المسئولين عن قرية «المواجهات»، كما سيتغير الانطباع السلبي عن التمييز الممنهج الذي يعتقد به الكثير من البحرينيين.

أعلام البحرين التي رفرفت بصورة رائعة أمس على رؤوس المشاركين في مسيرات الفرح بالإفراج عن المعتقلين دليل على حب كبير متغلغل في نفوس هؤلاء لبلدهم، على رغم ما ذاقوه من ألم واتهامات وتخوين، وهو حب لا يمنّون به على البحرين بل يعتزون به، ولكنه في الوقت نفسه حجر في عين من يزايد على ولائهم لوطنهم.

يتمنى أبناء المنطقة الغربية خصوصا أن تتحول مداخل كرزكان من سيطرات تفتيش إلى بوابات مكللة بالزينة والرياحين، تفوح على عتباتها روائح البخور والياسمين، بفضل التعاون الرسمي والأهلي، الذي لن يترك في نفوس أبناء كرزكان غبنا من عكوف المسئولين على زيارة المحرق (مثلا) وهجرانهم، بل سيترك في قلوب أهالي المحرق وغيرها من دوائر الاهتمام الرسمي غبطة لزيارة المسئولين لكرزكان (مثلا) كما هم.

كان أبناء كرزكان يأملون أن ينطلق مشروع «ارتقاء» والمشاريع التطويرية الأخرى ابتداء من قريتهم بعد هذا الصدود الطويل، غير أن الفرصة الآن، مع عرس أبنائهم المفرج عنهم، باتت سانحة أكثر لتركيز الاهتمام على جمالية القرية، وتحقيق طموحاتها الخدمية والمعمارية والثقافية وصولا إلى تحقق آمالها السياسية التي ترتبط فيها مع جميع مناطق البحرين. فهل هذا صعب؟ لا أعتقد البتة.

رسالة أخيرة إلى نخب كرزكان ومثقفيها ومبدعيها: مبروك عليكم هذا العرس الجميل أولا، وثانيا فإن الحراك الديني والاجتماعي والثقافي وحتى الرياضي الذي تشهده كرزكان مشهود له بالفاعلية، لكنه لم يصل بعد إلى ما نعرفه عن طاقاتكم الكبيرة التي تستطيع أن تلملم الجهود وتخرج بها في صورة رائعة تترجم إلى كل البحرينيين مقدار الإبداع الكرزكاني الذي لا يتوقف عند حدود القرية ولا عند حدود السياسة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:28 م

      ابتعدوا

      بس ندعوا الاحزاب ان يبنعدوا عنها وهي ستكون بخير وندعو الشباب ان يبتعدوا عن حرق الاطارات وصيرون عكال وادميين ترى مو كل مرة تسلم الجرة

    • زائر 6 | 6:39 ص

      انا فرحانه لكم ياعيال ديرتي واعث لكم تحياتي من المدينه

      اهلي وناااااااااااااسي تحياتي لكم والف مبروووك

    • زائر 5 | 4:54 ص

      كل الشكر لك

      واتمنى من الحكومة ان تنظر لنا بعين الاعتبار وخاصة من ناحية البيوت الايلة للسقوط والوظائف وبناء حديقة وغيرها

    • زائر 4 | 4:06 ص

      و انتصرت كرزكان

      الحمدلله على الافراج
      شكرا على الموضوع

    • زائر 3 | 3:44 ص

      يستاهلون

      والله اهالي كرزكان يستاهلون كل خير

    • زائر 2 | 2:18 ص

      أحسنت

      سلمت أخي العزيز على موضوعك ونسأل الله أن يفرج عن كل مظلوم

اقرأ ايضاً