يوم الأربعاء الماضي وفي الساعة 3.40 عصرا تلقيت اتصالا (مس كول) من الصديق عبدالجليل شبيب، لم أتمكن من معاودة الاتصال بالصديق العزيز بعدها ونسيت معاودة الاتصال، وللأسف لم أتمكن من معرفة ما كان يريده منّي ولن أتمكن من ذلك أبدا.
عرفت بعد ذلك أن عبدالجليل قد أدخل في وقت الاتصال نفسه للمستشفى نتيجة مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي «السكلر» المصاب به ليفارق الحياة بعد ذلك بخمسة أيام.
أصبح الصديق عبدالجليل الضحية رقم 21 لمرضى السكلر في البحرين خلال تسعة أشهر فقط.
ربما أراد «جليل» أن يشتكي من معاملة سيئة من قبل الممرضين أو الأطباء أو ربما لم يحصل على سرير في المستشفى وربما أراد شيئا آخر تماما... فمشاكل مرضى السكلر مع مجمع السلمانية الطبي كثيرة وكبيرة بقدر الآلام التي يعانون منها عند إصابتهم بالنوبة والتي لا يُسكّنها غير حقنة من المورفين.
فمرضى السكلر عادة ما يعانون من آلام متكررة نتيجة انسداد الأوردة الدموية في مناطق مختلفة من الجسم وهذه الآلام قد تكون مبرحة جدا، ما يضطر المريض إلى أخذ جرعات من المورفين لتسكين الألم؛ ولذلك فغالبا ما يتم اتهامهم من قبل الأطباء بأنهم مدمنون على الأدوية المخدرة، في حين أن معظم الأطباء في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي لم يسمعوا شيئا عن مرض السكلر وخصوصا الأطباء القادمين من بلدان لا تعاني من هذا المرض كمصر أو الهند كما أن معظم الأطباء في المراكز الصحية لا يعرفون كيفية علاج المرضى.
قبل فترة بسيطة خصصت «الوسط» منتداها الأسبوعي لموضوع معاناة مرضى فقر الدم المنجلي، واستضفنا فيه رئيس جمعية مرضى «السكلر» زكريا الكاظم بالإضافة إلى أبرز الأطباء المختصين بهذا المرض وهما غازي المحروس وحسين المخرق وعدد من الأهالي الذين فقدوا أعزاءهم نتيجة هذا المرض الخبيث.
بحسب الإحصاءات الرسمية فإن هناك 56 ألف حامل لمرض «السكلر» منهم 18 ألفا مصابون به. وإن البحرين فقدت 43 عزيزا بسبب هذا المرض في العام 2005 و22 في العام 2006 وفي العام 2007 وصل عدد المتوفين إلى 23، ومثلهم في العام الماضي.
وفيما يتساقط مرضى السكلر في البحرين الواحد تلو الآخر لا يزال الباقون منهم ينتظرون وحدة خاصة لعلاجهم وإنشاء قسم خاص بأمراض الدم الوراثية بجانب تطبيق البروتوكول الخاص بعلاج هذا المرض واهتمام جاد من قبل الدولة، وبحسب تعبير الدكتور حسين المخرق فإن «مرض السكلر يمثل لدينا مشكلة وطنية أو مشكلة قومية ولذلك يجب علينا أن نعمل على حلها، فهل من المعقول أننا نعاني منذ عقد من الزمان من هذا المرض وحتى الآن لا يوجد في البحرين مركز متخصص لهذا المرض، إن المركز أصبح الآن من الضرورات».
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ
مركز الأمراض الوراثية
الأخ جميل ... لماذا لا تبادر صحيفة الوسط بالتعاون مع الطبيبين المختصين غازي المحروس و حسين المخرق بدراسة متكاملة لانشاء مركز متخصص للأمراض الوراثية و رفعها لرئيس الوزراء لأن وزارة الصحة مازالت تتلكأ في إنشاء وحدة الأمراض الوراثية؟
مراقب
لماذا لا تقوم جمعية السكلر بفتح التبرع لإنشاء الوحدة الطبية وتباشر العمل بنفسها.وانا اعدههم باني احد المتبرعين بسخاء
سبقه بيومين احمد جميل
لم يذكر الإعلام الفقيد الراحل احمد جميل حسن الذي توفي قبله بيومين في انعاش الطواريء عن عمر 42 سنه .. ربما لأنه لم يرقد في السلمانيه الا مرة واحدة في حياته وليس من الوجوه المعروفه للسكلر
مرض الفقراء
المشكلة أن هذا المرض الخطير لا يظهر إلا في طبقة الفقراء، وهذا لايعني أنه لا يصيب الأغنياء الذين يعرفوا أين يعالجوا هذا المرض بفلوسهم وبالتالي على الفقير أن ينتظر تكرم وزارة الصحة الكريمة لبناء الوحدة المذكورة لعلاج شريحة كبيرة من الناس المصابين بالمرض. وإلا فعليهم الانتظار إلى أن يشفيهم الله بفضله ومنه أو ....... والحر تكفيه الإشارة؟؟؟