ذكر مدير عام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) عبدالرحمن جواهري، أن الشركة قدمت للهيئة الوطنية للنفط والغاز خططها التوسعية خلال السنوات الخمس المقبلة، بناء على طلب «الهيئة».
وقال جواهري، على هامش منتدى الاتحاد الخليجي لمصنِّعي البتروكيماويات والكيماويات الخاص بسلسلة الإمدادات: «إن الهيئة الوطنية للنفط والغاز طلبت من المصانع العاملة في البحرين، تقديم رؤيتها وخططها التوسعية خلال السنوات الخمس المقبلة».
وأضاف «الشركة سلمت (الهيئة) خططا، تتعلق بخمسة مشاريع مطروحة، منها، مصنع لليوريا ومصنع للأمونيا ومصنع للميثانول».
وذكر أن الطاقة الإنتاجية لمصانع اليوريا والأمونيا والميثانول تصل إلى نحو 2.5 مليون طن سنويا، وبكلفة تتراوح بين 700 ومليار دولار.
وعن موعد إنشاء المصانع الجديدة قال: «الأمر يتعلق بتوافر الغاز، وهو اللقيم لصناعة البتروكيماويات، وكذلك موافقة المساهمين، إلى جانب إجراءات معينة».
وأضاف «هناك بوادر إيجابية ونحو متفائلون»، مشيرا إلى أن استراتيجية الشركة 2020 تتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030».
وتابع «خطاب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في دور انعقاد المجلس الوطني وتأكيده تعظيم الثروة النفطية خلال السنوات العشر المقبلة، هو دافع وتحفيز وتشجيع للاستثمارات في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات».
واستطرد «خطط الشركة وبناء مصانع بتروكيماويات هي تعظيم للثروة الوطنية، ومتوافقة مع توجيهات جلالة الملك، لتحريك النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل للمواطنين بما يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي...لهذا نحن متفائلون جدا، وتنفيذ الخطط هي مسألة وقت».
وعن مشروع مصنع تدوير ثاني أكسيد الكربون، قال جواهري: «في الوقت الحالي يتم تأهيل المصنع للتشغيل التجريبي الذي سيبدأ في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وسيستمر لمدة شهرين، وفي مطلع العام المقبل بداية يناير/ كانون الثاني سيبدأ الإنتاج الفعلي للمصنع».
وأوضح أن المصنع الذي تبلغ كلفته نحو 52 مليون دولار، يقوم بتدوير ثاني أكسيد الكربون، وتحويله إلى منتجات اقتصادية مفيدة، هو أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط.
ومناقصة إنشاء مصنع تدوير ثاني أكسيد الكربون أرسيت على الشركة الإيطالية الهندية «تكنومونت»، وباشرت عملية البناء، ويتوقع تشغيله في مطلع العام 2010، في موقع شركة (جيبك) بمنطقة سترة.
وأكد جواهري، أن المصنع الجديد الذي يتم إنشاؤه وفق التكنولوجيا اليابانية لشركة ميتسوبيشي، سيحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات التشغيل في الهواء، واستخدامه في زيادة وتحسين الإنتاجية في الشركة.
وسيستغل مصنع استرجاع ثاني أكسيد الكربون من محول الميثانول لاسترجاع كمية قدرها 450 طنا في اليوم من ثاني أكسيد الكربون النقي. ومن ثم سيستخدم الغاز المسترجع في تعزيز إنتاج الميثانول بكمية قدرها 80 طنا في اليوم (26 ألف طن في السنة) ويبلغ حجم العائد على الاستثمار نحو 21 في المئة سنويا.
وأوضح جواهري، أن وظيفة المصنع الجديد، هي استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مداخن مصانع الشركة، وإعادة تدويره ومعالجته واستخدامه مرة أخرى مع اللقيم في إنتاج منتجات ذات قيمة اقتصادية؛ أي تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى منتجات مفيدة لها طلب عالمي في الأسواق.
وقال: «المصنع بيئي بحت، وفي الوقت نفسه اقتصادي»، مشيرا إلى أن شركة «جيبك» تستخدم التكنولوجيا استخداما أمثل في مبادرتها للاستفادة من المشروعات الموجودة للحد من التلوث البيئي.
ويمكن عن طريق التكنولوجيا الحديثة، تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة تستخدم في الصناعة والنقل، ومنتجات تستخدم في الزراعة كاليوريا من خلال استخدام مبادئ الهندسة الكيميائية والحيوية.
وتعد تكنولوجيا تحويل الكربون أكثر الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري، عملية، وغير مكلفة لأنها تتم من خلال بعض التفاعلات الكيميائية اللازمة لتحويل المواد الهيدروكربونية الأساسية في ثاني أكسيد الكربون إلى وحدات أساسية.
وبيَّن جواهري أن «جيبك» هي أول شركة توقع اتفاقية مع شركة «مصدر» الإماراتية التي تعد جهة مشاركة بالنسبة إلينا لتقديم الأوراق للهيئات العالمية وإعطائنا رصيدا لأنه بحسب «اتفاقية كيوتو» إذا تم تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الهواء وتم استخدامه، فإن الشركات تحصل على رصيد عن كل طن من ثاني أكسيد الكربون يتم حجبه عن الانبعاث في الهواء».
وأكد جواهري أن مشروع «جيبك» يأتي ضمن مساعي البحرين في كيفية معالجة مشكلة انبعاث الغازات اتساقا مع هدف «برتوكول كيوتو» المتمثل في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الدول الصناعية بمعدل 5,2 في المئة عما كانت عليه العام 1990.
و«جيبك» هي شركة مساهمة بحرينية تأسست العام 1979 كمشروع مشترك بين حكومة مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ممثلة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والكويت ممثلة في شركة صناعة الكيماويات النفطية، بنسب متساوية لكل من المساهمين الثلاثة؛ بهدف استغلال الغاز الطبيعي المتوافر في البحرين لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة للموارد الطبيعية.
وتنتج «جيبك» في الوقت الحالي 1200 طن متري يوميا من مادتي الأمونيا والميثانول، بالإضافة إلى إنتاج 1700 طن متري يوميا من مادة اليوريا، وأن الشركة وضعت خططا تطويرية طموحة ساهمت في إحلال العمالة الوطنية في مناصب قيادية في الشركة.
قال الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي التبروكيماويات والكيماويات عبدالوهاب السعدون: «إن منطقة الخليج تشهد توسعات إنشاء مصانع بتروكمياوية وكيماوية جديدة طاقتها الإنتاجية تبلغ ضعف الطاقة الإنتاجية الحالية».
وأضاف على هامش المنتدى الأول لمنظومة الإمداد لنقل المنتجات البتروكيماوية والكيماوية «الطاقة الإنتاجية سترتفع إلى الضعف بحلول العام 2015 من 50 مليونا إلى 98 مليون طن سنويا».
وأكد أن منطقة الخليج العربي ستتحول إلى مركز رئيسي للصناعات البتروكيماوية في العالم، لتوافر المواد الخام بأسعار رخيصة جدا تساعد المنتجين على إنتاج مواد بتروكيماوية بسعر تنافسي.
وأوضح أن إنتاج منطقة الخليج من صناعة البتروكيماويات تبلغ نحو 13 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، ويتوقع أن ترتفع إلى 20 في المئة بحلول العام 2015. وتحدث السعدون عن منتدى سلسلة الإمدادات لمصنعي التبروكيماويات، قائلا: «إن المنتدى سيقام سنويا في البحرين، وهو يساعد الشركات الأعضاء على جمع الخبرة والمعرفة».
وأضاف «تشكل سلسلة الإمدادات مكونا رئيسيا لقطاع التبروكيماويات والكيماويات، ومن هنا يأتي سعي الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات إلى إيجاد مظلة مشتركة تجمع القطاعات الإقليمية ومزودي الخدمات بهدف تطوير الحلول المناسبة للتغلب على التحديات التي تواجهها سلسلة الإمدادات في منطقتنا».
من جهته، قال عضو مجلس إدارة الإتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات ومدير عام شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، عبدالرحمن جواهري: «إن المنتدى يعد باكورة أنشطة الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات في البحرين ليبدأ الاتحاد مسيرته في تقديم كل ما من شأنه النهوض بالقطاع والخدمات المساندة له لتلبية الطلب المتزايد عليها لتحقيق الرفاهية في العالم».
وأضاف جواهري، أن هذا المنتدى يعد نقطة لالتقاء جميع الجهات ذات العلاقة لتبادل الخبرات والآراء للوصول إلى أفضل السبل لنقل المنتجات وتحقيق التواصل المستمر بين المتعاملين في هذا القطاع الذي بدأ يأخذ دورا مهما واستراتيجيا في عجلة التقدم الذي يشهده العالم للخروج من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية والتي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات. وسيشارك في المؤتمر نخبة من ذوي الاختصاص وكبار المسئولين في الشركات والمؤسسات من مختلف دول العالم سواء المنتجة أو شركات الخدمات المساندة لها كالنقل والتأمين والمصارف وغيرها.
يذكر أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات تأسس العام 2004 ويضم في عضويته كبريات الشركات الخليجية ذات العلاقة سواء المنتجة أو المستهلكة، إضافة إلى شركات الخدمات المساندة لهذه الصناعة الحيوية.
العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ