تأملت حديث رسولنا الكريم: «إن مما أدرك الناس من كلام الجاهلية الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» فرأيت أن حديث رسولنا الكريم ينطبق بصورة كبيرة على محمود عباس «أبومازن» وسيد طنطاوي شيخ الأزهر! فما رأيت - حسب علمي - أحدا لا يستحي أكثر منهما! ومع أن الحياء خير كله إلا أنهما - كما يظهر - لا يعرفان شيئا عن الحياء فضلا عن تعاطيهما معه...
السيد أبومازن لايزال يرى أنه الرئيس الفلسطيني - مع أن ولايته انتهت - ويرى أن «فتح» التي يجثم فوقها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الذي قضى عليه ماديا ومعنويا، ومع كل هذا فهذا الرئيس - غير الشرعي - فعل الكثير والكثير لكن ما فعله أخيرا كان يفوق الوصف، وشخصيا ما كنت أتوقع أن أحدا مهما بلغ به الحقد والطمع أن يفعل ما يفعله السيد أبومازن!
وفي ظني أن تبريرات أبومازن للخطيئة العظمى التي ارتكبها كانت أسوأ من الجريمة نفسها! كنت أستمع إلى تبريراته وكذلك تبريرات بعض المحيطين حوله وأقول متعجبا: هل هؤلاء مغفلون إلى هذه الدرجة أم أنهم يعتقدون أن عموم الناس هم المغفلون وأنهم قد يصدقون أي كلمة مما يقوله هؤلاء!
السيد أبومازن بدأ بقوله: إنه أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في موضوع سحب التقرير! كدت أقع من هول ما أسمع! أليس هو الرئيس؟! وهل سيقوم سفيره بعمل فظيع مثل ذلك دون أن يعلم؛ بل ودون أن يأمره بذلك! إذا لماذا يقول هذا الكلام الذي لن يصدقه حتى المجانين!
ثم خرج مرة أخرى ليقول متوعدا ومهددا «إسرائيل»: سنتابع جهودنا لإدانة «إسرائيل»! ما شاء الله يا سيدي الرئيس... إذا كنت بهذه القوة والشهامة فلماذا امتنعت عن فعل ذلك في الوقت المناسب تماما... فإذا لم تفعل ذلك وسقطت تلك السقطة الفظيعة فهل تتوقع أن يصدق أحد أنك ستفعل شيئا بعد ذلك!
التفت الرئيس هنا وهناك يبحث عن مخرج فهداه عقله أن يتهم دولا عربية ومسلمة بأنها وراء سحب قرار غولدستون وأنه بريء من كل ما حصل!
لم يتوقع الرئيس أن يكذبه السيد عمرو موسى ويقول بشكل واضح: «إن قرار السلطة تفريط غير مسبوق في حقوق الفلسطينيين وإن الجامعة لا علم لها بهذا القرار»، كما أن أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكد أن «أبومازن» لم يقل الحقيقة.
الجوقة التي تحيط بأبومازن وقعوا في الحفرة نفسها فبدأوا يتخبطون وبصورة مضحكة ومؤسفة، فالبعض قال: إن الهدف من سحب التقرير هو إنقاذ «حماس»، وقال آخرون: إن هناك مصلحة عظمى للشعب الفلسطيني من سحب التقرير حيث إن الرئيس الأميركي وعد «أبومازن» بإيقاف مؤقت للاستيطان مقابل سحبه، وأن «أبومازن» لفرط حبه لشعبه وافق فورا!
بعض أفراد الجوقة اتجه بصورة مغايرة فطالبوا رئيسهم المحبوب بالاعتراف بالخطأ لأنه هو شخصيا من أمر بسحب التقرير!
عجبت من هؤلاء، ماذا يفيد الاعتراف حاليا؟ ثم حيث ثبت لهم أن رئيسهم غير صادق في أقواله بامتياز فلماذا لم يطالبوه بالاستقالة فورا مع الاعتذار وتقديمه للمحاكمة؟! هذا هو التصرف السليم، لكنهم حاولوا إنقاذه بهذه الصورة الملتوية.
للأسف أن كل الجماعات الحقوقية في العالم أكدوا أن ما فعله عباس يعد ضربة قاصمة لكل الفلسطينيين، وأنه يصب في مصلحة «إسرائيل» وحدها، وأن هذا التقرير لو قدم كان سيشكل ضربة قاسية للصهاينة لأن حكومتهم ستتعرض للمقاطعة والمحاكمة في كل عواصم العالم الحر.
عباس قدم كل الفلسطينيين على طبق من ذهب للصهاينة، قال لهم عمليا: افعلوا ما شئتم؛ اقتلوا، حاصروا، ابنوا مستوطنات في كل مكان، اهدموا الأقصى... إنني سأحميكم من كل أحد... وفهم الصهاينة بوضوح هذه الرسالة وانطلقوا ولن يتوقفوا عن فعل شيء، فإذا كان عباس ومن معه على هذه الشاكلة فلماذا لا يستغلون هذه الفرصة ويمعنون في الفلسطينيين قتلا وهدما لمنازلهم؟ لماذا لا يهدمون الأقصى والفرصة مناسبة؟
على أية حال... لا أمل في عباس، ويبقى الأمل في كل شرفاء فلسطين على اختلاف توجهاتهم، ففلسطين لهم جميعا... ويبقى الأمل في كل مسلم على وجه الأرض، فالمسجد الأقصى لكل مسلم وليس للفلسطينيين وحدهم... ويبقى الأمل في المقاومة الشريفة فالصهاينة لا يفهمون إلا هذه اللغة.
الشيخ - تجاوزا - طنطاوي يشبه أبومازن كثيرا؛ فكثير من تصرفاته تؤكد أنه أبعد ما يكون عن تمثيل مشيخة الأزهر، وأنه قد يكون بعيدا عن أهدافها كل البعد.
شيخ الأزهر ثارت ثائرته عندما رأى فتاة منقبة في المعهد الأزهري، وطالبها بخلع النقاب وعندما شرحت له مدرستها أنها لم تضعه على وجهها إلا عندما دخل مع الوفد المرافق له، عاد مرة أخرى يقول ثائرا: أنا أفهم بالدين منك ومن اللي خلفوكي! تخيل هذه اللغة البذيئة التي لا يقولها إلا أبناء الشوارع!
لم يكتفِ الشيخ بما قاله بل بدأ يسخر بتلك الفتاة المسكينة، فعندما رأى وجهها قال لها: لو كنت أجمل من كده حتعملي إيه! تخيل شيخ الأزهر يتلفظ بهذه الكلمات السيئة ولطالبة صغيرة مسكينة! هل يمكن تصديق مثل هذه الحادثة المفجعة!
شيخ الأزهر يأمر طالبة بخلع نقابها لأنه - كما يدّعي - عادة وليست عبادة!
ولست أدري من أين جاء بهذا الكلام؟! أعتقد أنه يعرف أن مجموعة كبيرة من علماء المسلمين يخالفون رأيه...
لم يكتفِ هذا الشيخ بكل ما سبق، طلب من الفتاة ألا ترتديه طيلة حياتها! لماذا يا شيخ الأزهر؟! بأي حق تطلب منها هذا الفعل؟!
تأملت هذه الحادثة المشينة وقلت: هل يمكن أن نلوم بعض دول الغرب إذا منعت النقاب في بلادها؟ أليس هذا الشيخ قدوة لهم؟!
هل نلوم تونس إذا منعت النقاب والحجاب؟! لعلهم استفتوا شيخ الأزهر؟!
وظيفة شيخ الأزهر كانت ذات مكانة عظيمة يوم أن كان الشيخ يُعيَّن بالانتخاب من العلماء أنفسهم، عندها كان للشيخ هيبة عظيمة لأنه كان يصدع بكلمة الحق لا يخاف أحدا... أما الآن فعندما أصبحت بالتعيين ولأصحاب المواصفات الخاصة فلم تعد لهذه الوظيفة مكانة تُذْكر.
كثيرة هي تصرفات هذا الشيخ المؤسفة... إن مصر تستحق أن يكون شيخ أزهرها مشرفا لها وليس مثل طنطاوي.
الذي يجمع بين طنطاوي وأبومازن أنهما لا يستحيان... وصدق رسولنا الكريم: الحياء خير كله! وقوله: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2594 - الإثنين 12 أكتوبر 2009م الموافق 23 شوال 1430هـ
أخي الزائر رقم 2
أخي في الله :لا أقول لك إلا إتق الله فيما تقول وتفعل. إتق الله وأنت تطلق هذه الإفتراءات بحق جارة مسلمة اطاح شعبها العظيم بالشاه لأنه لم يحكم بما امر الله، وكان معادياً للإسلام وموالياً للغرب، وبالتحديد أمريكا.
شكراً للمقال
أشكر الكاتب على هذا المقال الذي يبين الحقيقة بجلائها، وأدعوا العرب والمسلمين للتفكر في هذا الواقع المرير الذي نعيشه، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
هل تستحون ؟؟؟؟
هل يستطيع كاتب الموضوع أن يتكلم عن الطغمة الحاكمة والفاسدة أشد الفساد في إيران ، وعن أنهم في إيران لا يستحون أبداً من وصف أمريكا بالشيطان الأكبر وأنهم على قاب قوسين أو أدنى من حرق إسرائيل ثم تضع هذه الطغمة الفاسدة المفسدة يدها بكل بجاحة وصفاقة في يد الأمريكان والصهاينة من أجل احتلال أفغانستان والعراق وقتل وتهجير وتعذيب ملايين المسلمين بما يفوق ما يفعله الصهاينة في فلسطين وبما يفوق قدرة أي إنسان عن تجاهل هذه الجرائم إلا إذا كان من الذين لا يستحون ؟؟!!
هل تستحون ؟؟؟
هل يستطيع كاتب الموضوع أن يتكلم عن الطغمة الحاكمة والفاسدة أشد الفساد في إيران ، وعن أنهم في إيران لا يستحون أبداً من وصف أمريكا بالشيطان الأكبر وأنهم على قاب قوسين أو أدنى من حرق إسرائيل ثم تضع هذه الطغمة الفاسدة المفسدة يدها بكل بجاحة وصفاقة في يد الأمريكان والصهاينة من أجل احتلال افغانستان والعراق وقتل وتهجير وتعذيب ملايين المسلمين بما يفوق ما يفعله الصهاينة في فلسطين وبما يفوق قدرة أي إنسان عن تجاهل هذه الجرائم إلا إذا كان من الذين لا يستحون ؟؟!!
شيخ الأزهر
شيخ الأزهر هو موظف حكومي وليس رجل دين بالمعنى الحقيقي , ولا أعتقد أنه بلغ درجة من العلم تؤهله لهذا المنصب الهام والمركزي , فالحومة تختار الأشد ولاءا لها لتنصبه في هذا المنصب , وعادة ما يكون وعاظ السلاطين من المنفلتين والغير متزنين عقليا ولا ذهنيا ليسهل التحكم فيهم واللعب بما تتفوه به شفاههم من فتاوى وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان ولكنها مما يبتغي السلطان