العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ

الخليج العربي... البحر الميت

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تؤكد الكثير من الدراسات أن الثروة السمكية في البحرين تتعرض لاستنزاف جائر ما نتج عنه نقص في المخزون السمكي، في حين تؤكد دراسات أخرى أن عمليات الردم والدفان في البحر الناتجة عن الطفرة العمرانية وعمليات شفط الرمال من قاع البحر تشكل كارثة بيئية ستؤدي في نهاية الأمر إلى انقراض الكثير من أنواع الأسماك والأحياء البحرية في الخليج العربي.

ويؤكد صيادون ومختصون في الثروة السمكية «أن استمرار عمليات الدفان سيؤدي إلى انتهاء الثروة السمكية في البحرين خلال مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات». وانّ معظم الكميات التي يتم اصطيادها من الأسماك حاليا هي من مناطق غير بحرينية.

في ندوة عقدتها «الوسط» مؤخرا بشأن الثروة السمكية في البحرين أكد رئيس نقابة الصيادين حسين المغني «أنّ بحر البحرين لا توجد فيه أسماك إطلاقا». وقال: «إنّ الأسطول الموجود في الدير وسماهيج والمحرق يصطاد الأسماك من خارج المياه الإقليمية للبحرين»، في حين أنّ معدَّل الصيد لا يتعدّى 20 إلى 30 كيلوغراما للسفينة الواحدة.

تقرير صادر عن الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية صدر مؤخرا يشير إلى أن عمليات الدفان «الردم » والتجريف كانت لها الحصة الأكبر في التأثير السلبي على البيئة البحرية، ما أدى إلى فقدان البحرين لــ 465 نوعا من الأسماك كانت تجوب مياهها الإقليمية ليتراجع عددها إلى 35 نوعا بعد أن كان 500 نوع...!

الثروة السمكية كانت في يوم من الأيام محققة للأمن الغذائي في البحرين وكانت معظم الكميات التي تستهلك في البحرين منتجة محليا، ولذلك كان هناك أمن غذائي في البحرين فيما يخص الأسماك، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح الإنتاج السمكي البحريني لا يزيد على 55 في المئة من مجمل الاستهلاك.

وفيما يزداد اصحاب الملايين غنا وملايين إضافية نتيجة جرف رمال البحر وبيعها بملايين الدنانير دون أن تحصل الدولة على فلس واحد كما أكد أحد النواب حين كشف أن العديد من مشاريع الدفان التي حدثت خلال السنوات الأخيرة والتي قدر كلفتها بملياري دينار لم تدخل على موازنة الدولة ولا فلسا أحمر ناهيك عن عمليات الدفان وإقامة المزيد من المدن المرفهة التي لا يستطيع المواطن البحريني حتى النظر إليها تموت الأحياء البحرية والأسماك في الخليج العربي ليتحول إلى البحر الميت... أليس لطمع الإنسان من حد؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:53 ص

      هذا كله بسبب الردم الجائر

      لو كانت بلادنا عامرة كلها مثل سنغافورة لعذرنا الحكومة في ردم البحر ولكن الأراضي الفاضية والخالية والبوار شاسعة جدا وأكثر بكثير من الأراضي العامرة بعشر مرات، فما هو عذرنا ؟
      وردم كيلومتر مربع من الساحل يستدعي حفر عشرة كيلومترات مربعة من البحر وقتل الحياة الفطرية بها ولكن هذا لا يتضرر منه إلا المواطن البسيط. فكبار القوم لا يأكلون إلا السلمون المدخن من شمال أوروبا فماذا يهمهم إن أكل المواطن سمك ميد أم بدح رياش ودع عنك الهامور والكنعد والشعري.
      تحياتي

اقرأ ايضاً