العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ

الحرب تتفاقم في شمال اليمن ولا بوادر مشجعة للحل

دخلت الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن، شهرها الثالث، و يرى محللون أن النزاع يتفاقم ويتسع دون أي أفق للحل.

وأسفرت «الحرب السادسة» التي اندلعت في 11 أغسطس/ آب في إطار النزاع المستمر بين الحكومة والحوثيين منذ 2004، عن مقتل المئات ونزوح نحو 55 ألف شخص.

وقال باحث غربي متخصص في شئون اليمن مفضلا عدم الكشف عن اسمه «كلما ازداد قمع القوات الحكومية، ازداد التمرد شعبية وامتدادا» جغرافيا.

وبحسب تقرير أصدرته مؤخرا المجموعة الدولية للأزمات (انترناشيونل كرايسيس غروب)، بدأ النزاع في 2004 كعملية أمنية بسيطة لإلقاء القبض على النائب السابق حسين الحوثي، إلا أنه بات الآن «نزاعا يزداد تعقيدا وامتد إلى مناطق أوسع وتداخل فيه لاعبون خارجيون على خلفية الحرب الباردة الإقليمية».

وذكر التقرير أن الحرب «اتخذت في مراحل مختلفة أو بشكل متزامن أحيانا، طابع الحرب الطائفية والسياسية والقبلية» على خلفية «مطالب تاريخية» و»نقص تنموي متفش» إضافة إلى «المواجهة الإقليمية بين السعودية وإيران».

ويقول أيضا الأكاديمي اللبناني المتخصص في شئون اليمن سامي دورليان إن «التهميش الاجتماعي الاقتصادي في منطقة صعدة شكل تربة خصبة للحوثيين، إضافة إلى رغبة المتمردين في حماية الهوية الزيدية في مواجهة السلفيين المدعومين من السلطة»، عوامل ساهمت في تحفيز اندلاع الحرب.

وتدور الحرب في منطقة صعدة المتاخمة للسعودية والتي تعد مهد الإمامة الزيدية ومن ثم معقل موالي الإمامة خلال الحرب الأهلية التي أعقبت الإطاحة بهذا النظام في العام 1962.

وقال المحلل الأجنبي الذي فضل الكشف عن اسمه «إنها منطقة محرومة تم إقصاؤها عن سياسات التنمية منذ زمن طويل».

وتتهم السلطة المتمردين الحوثيين بالسعي إلى إعادة الإمامة الزيدية، الأمر الذي ينفيه المتمردون مؤكدين أن هدفهم هو ببساطة مواجهة تمدد النفوذ السلفي في مناطقهم.

إلا أن الحرب لا يمكن وصفها بأنها حرب بين السنة الذي يشكلون غالبية في اليمن، وبين الزيديين الشيعة الذي يشكلون غالبية في شمال غرب البلاد.

فالرئيس اليمني علي عبدالله صالح زيدي شأنه شأن قسم كبير من النخبة الحاكمة في البلاد. كما تنتمي إلى الزيدية قبائل تحارب الحوثيين إلى جانب القوات الحكومية.

وتتهم صنعاء أيضا المتمردين بتلقي الدعم من جهات خارجية، إلا أن المتمردين ينفون ذلك ولو أنهم يجاهرون بإعجابهم بحزب الله اللبناني ويعتمدون أدبيات قريبة من أدبيات الثورة الإسلامية.

وقال دورليان في هذا السياق إن المتمردين الذين لم يكشفوا قط بوضوح عن مطالبهم الحقيقية «لديهم علاقة معنوية بايران وليس علاقة عضوية».

واعتبر المحلل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن «النزاع له طابع محلي، و خصوصا إذ ساهم القمع في تفاقم هذا النزاع» الذي بات «يتغذى بشكل أساسي من العنف».

من جهته، أفاد باحث آخر أن «القمع الهمجي والعنيف يجعل التمرد يتمدد، وقد تحالفت كل القبائل حول صعدة مع الحوثيين»، معربا عن خشيته من توسع النزاع جغرافيا.

وأضاف هذا الباحث أن المواجهات التي بدأت على شكل حوادث معزولة بين المتمردين والقوات الحكومية في 2004 «تحولت إلى حرب أهلية حقيقية يغذيها النظام القبلي القائم على الثأر».

كما شكك الباحث بإمكانية التوصل إلى حل قريب للنزاع مؤكدا أن «الحل لا يمكن أن يكون عسكريا».

العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً