العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ

أوباما يفوز بجائزة «محرجة» قبيل مرحلة حساسة على الساحة الداخلية

رأت الصحف الأميركية أن الرئيس باراك أوباما الذي «أحرجه» فوزه بجائزة نوبل للسلام، يواجه مرحلة حساسة على الساحة الداخلية تتمثل بضرورة اتخاذ قرار بشأن إرسال أو عدم إرسال تعزيزات إلى أفغانستان، وبضرورة بت مسألة إصلاح النظام الصحي.

وبعد بضع ساعات على منحه جائزة نوبل للسلام ارتدى الرئيس الأميركي بزة القائد الأعلى للجيوش وعقد اجتماعه الرابع للمجلس الحربي لإجراء مناقشات حاسمة بشأن الاستراتيجية التي يجب انتهاجها في أفغانستان. وصرح مسئول في الإدارة الأميركية لفرانس برس أن «الرئيس أجرى محادثات مطولة بشأن السياسة والأمن في أفغانستان وعن الخيارات الرامية إلى بناء استراتيجية من شأنها دفع الأمور قدما».

وأوباما مدعو خلال الأسابيع المقبلة إلى اتخاذ أحد أهم قرارات ولايته. وأمام تدهور الوضع ميدانيا، سيتعين عليه أن يقرر نشر أو عدم نشر عشرات آلاف الجنود الإضافيين كما يطالب به قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. وصرحت مارينا أوتاواي من مجموعة كارنيغي للابحاث بشأن السلام لإذاعة (أن.بي.ار)، بأن حصول أوباما على جائزة نوبل للسلام نظير «جهوده الاستثنائية بهدف تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب»، قد «يصعب عليه أكثر من أي وقت مضى إعلان إرسال تعزيزات عسكرية» إلى أفغانستان. وأوضحت الخبيرة «في الوقت نفسه تدل كل المؤشرات على أنه لا يرغب القيام بذلك في مرحلة أولى».

كذلك سيواجه الرئيس امتحانا أساسيا في مشروعه لإصلاح المنظومة الصحية. وفي خطابه الإذاعي الأسبوعي السبت لم يقل شيئا عن نوبل، مركزا على الإصلاح الصحي ومشيدا بالجمهوريين الذين يدعمونه مثل حاكم كاليفورنيا آرنولد شفارتزينيغر أو عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ. كذلك يواجه أوباما صعوبة في إغلاق معتقل غوانتنامو كما وعد به وذلك رغم التأخر المعلن. وعلاوة على ذلك قد ترتفع نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 10 في المئة قبل نهاية العام.

وبعد تحويل النقاش فورا إلى الساحة الداخلية لم يتردد خصومه الجمهوريون منذ يوم الجمعة الماضي في القول إنهم يرون في منحه نوبل دليلا جديدا على أن أوباما يولي أهمية أكبر إلى الشهرة العالمية منه لشئون الأميركيين. واعتبر مايكل ستيل وهو أول نائب أسود يقود الحزب الجمهوري «هناك أمر أكيد، هو أن الأميركيين لن يمنحوا الرئيس أوباما جائزة عن خلق الوظائف وربط أقواله بأفعاله».

وقال الخبير في مجموعة مؤسسة بروكينغز للأبحاث بواشنطن إن الجائزة «تبدو غير مناسبة وسابقة لأوانها وتوفر مجالا للمنتقدين الذين يقولون إنه نجم يكرم لحياته وطموحاته وليس لما ينجز». كذلك أشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى أن «المبالغة في المديح قد تكون محرجة». وشددت «واشنطن بوست» في افتتاحيتها على «تسييس هذه الجائزة» واعتبرت أن «كثرة ردود الارتياح المبالغ فيه في بعض الأماكن والاستياء في أخرى تدل على الانقسامات السياسية التي يتسبب فيها برنامجه وطريقته في الحكم».

العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً