من الملاحظ في أوساط المدارس الخاصة، بأنّها أرسلت أجندتها ودروسها، وحوّلتها الى أولياء الأمور، ونبّهت أولياء الأمور بضرورة استيفاء الدروس داخل المنازل، نظرا لتأخّر الدراسة بسبب انفلونزا الخنازير.
ومع يقيننا بأنّ ما قامت به وزارة التربية والتعليم من احترازات للصالح العام، ومع علمنا وإطلاعنا على الكثير من الأمور حول خطورة عدم الوعي عن انفلونزا الخنازير في الوطن العربي والشرق الأوسط، فإننا وجدنا ما قامت به وزارة التربية ما هو إلا احتياطات قامت بها وزارات التربية والتعليم في دول الخليج، بعد أن أوصت منظّمة الصحّة العالمية بتأجيل المدارس.
وسواء كانت تلك مكيدة عالمية لتسويق دواء ولقاح انفلونزا الخنازير، فما باليد حيلة من قبل الحكومة إلا أن تحتاط وتقّدم وسائل الأمان التي ينتظرها الجمهور، من خلال الوعي بأسباب الانتشار، والعزل في حال الإصابة بالمرض، واستخدام دواء «التامي فلو» وغيرها من اللقاحات.
ولسنا نقف هنا مدافعين عن حكومتنا ولكننا وجدنا الجهود المبذولة أمام أعيننا، لاحتواء أزمة انفلونزا الخنازير، وإن كان هناك من يعارض هذا القول، فإرضاء كل البشر غاية لا تدرك، ولو لم تقم الحكومة بما قامت به آنفا، لكنا أوّل الأقلام التي تتصدّى لها دفاعا عن المواطن البحريني الغلبان.
ولكن ما يؤرّقنا ويثقل هموم كثير من بيوتنا البحرينية، التي ينتسب أبناؤها إلى المدارس الخاصة، هو تحويل الدراسة المدرسية إلى دراسة وواجبات منزلية يتلقّاها الطفل من والديه أو من أخويه أو ممن حوله، حتى يدارك الزمن فلا يخسر من المبلغ الذي دفعه شيئا، ولا يخسر من المنهج شيئا أيضا.
وباختصار فإنّ ما قامت به المدارس الخاصة لا يجعل الكفّة في مكانها الصحيح، وبالتالي فإن ما تقوم به هذه المدارس ما هو إلا ظلم للابن قبل أن يكون ظلما لأولياء الأمور.
فإذا كان هناك من الآباء من يستطيع أن يدرّس ابنه منهجا أو منهجين ويعطيه الواجبات الملقى أمام كاهله، فإنّ هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون تدريس أبنائهم، وهم يعتمدون على المدرّس وشرحه للمادة العلمية، ويقومون باستذكار الدروس أوّل بأوّل مع أبنائهم، أما طريقة الدروس والواجبات المنزلية، فإنها تزيد الطين بلّة ولا تساعد أحدا في العملية التعليمية، وتجعل الطفل متذبذبا بين تدريس ولي أمره وبين المدرّس الذي ينتظر منه الفهم الصحيح.
أيعقل أن يفهم الطفل كما يريده المدرّس، إذا درس الدروس على يد أبوين لا يستطيعان توصيل المعلومات بالطريقة الصحيحة إلى الطفل، وخاصة التي تحتاج الى مهارات معيّنة مثل مادة الرياضيات؟
بالطبع لا يعقل، وإلا لماذا نرسل أبناءنا إلى المدارس بشكل عام؟!
لأننا نعلم علم اليقين بأنّ المدرّس هو الشخص الذي أتمّ تعليمه النظري وأكمله بالممارسة الفعلية، وأصقلها بالخبرة، وبالتالي فهو أنسب شخص نتلقّى منه العلم والمعرفة والمعلومات.
لقد أخطأت المدارس الخاصة عندما أرسلت الدروس والواجبات المنزلية إلى أبنائنا، وكنا نتمنى لو أنّهم تراجعوا في قراراتهم في هذا الشأن، وأعادوا دراسة خططهم الاستراتيجية لتعليم الأبناء، أو تقليص المنهج نظرا للظروف أو إطالة الفترة الزمنية للدراسة، أو غيرها الكثير من الحلول منقطعة النظير.
نتمنى من وزارة التربية والتعليم وهي السبّاقة إلى الاستجابة والرد والتواصل مع الشعب، أن تنظر في شأن الدراسة والواجبات المنزلية للأبناء، فهي لا تفيدهم بقدر ما تضرّهم، وما نريد إلا النهوض بالأجيال القادمة، التي تستفيد من المعلّم وتستذكر الدروس مع الوالدين وهكذا دواليك
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2592 - السبت 10 أكتوبر 2009م الموافق 21 شوال 1430هـ
ليست جميع المدارس الخاصة سواء
مرحبا
أنا معلمة في مدرسة خاصة وقد قمنا بإرسال واجبات يستلمها ولي الأمر يوم الأحد على أن يعيدها الأسبوع الذي يليه وهكذا.. لكن ما قمنا بإرساله هو تدريبات مراجعة بسيطة لما درسه الطلاب في الصف السابق وليست من صميم منهج السنة الحالية بتاتاً. أي أنها مجرد استذكار وتهيئة للطالب.. وكان هذا نزولا عند رغبة العديد من أولياء الأمور الذين هاتفونا. لكن للأمانة ليس لي علم عن بقية المدارس الخاصة
بهرجه
الله يكون في عون اولياء الامور اللي اتحملوا وبظلون يتحملون وصدق المثل اللي يقول مصائب قوم لقوم فوائد