المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين في العالم قاطبة تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها الحديث، وذلك جراء حوادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001م وما صاحبها من تداعيات أدت إلى تفجيرات الرياض وتنفيذ الكثير من الهجمات على الأجانب الموجودين على أرض المملكة.
هذه الحوادث، وهذه الحقبة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية تتطلب قراءة مطولة وهادئة للتاريخ البشري، نحن محتاجون في البدء حوجة ماسة إلى قراءة تاريخ الصراع السياسي ودور العنف في محصلة النتائج الأخيرة، حتما سنجد ان التاريخ لم يحكِ عن حركات إصلاحية نجحت واستخدمت العنف ضد الأبرياء بالتقتيل والتفجير، وسنجد ان التاريخ يذم الذين يقتلون الأبرياء من دون ذنب جنوه من أجل نيل مصالح محدودة لا ترقى إلى مرحلة القتل وسفك الدماء.
بما أن السعودية يوجد بها أكبر عدد من التيارات الإسلامية من الشباب خصوصا هؤلاء الشباب محتاجون لتدبر معاني آيات القرآن، حتما سيجدون أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه ومن باب أولى حرم على خلقه التظالم، وهؤلاء الأجانب الذين يعيشون معنا إذا صبرنا عليهم واريناهم أخلاق (القرآن) لدخلوا في دين الله أفواجا من دون ان تراق نقطة دم واحدة.
المعارضة السعودية وخصوصا الإسلامية منها معنية أكثر من غيرها بقراءة جديدة للواقع السعودي ومن ثم العربي والخليجي، كما هي معنية أيضا بتغيير خطابها الموجه للشباب في تغيير المفاهيم التي كانوا ومازالوا يحملونها لأنها لم تبن على حقائق واقعية بل بنيت على أوهام وظنون، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد/11). صدق الله العظيم
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 319 - الإثنين 21 يوليو 2003م الموافق 21 جمادى الأولى 1424هـ