العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ

الصحافي وصعوبة تحمل المسئول ثقافة النقد

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ما نتناوله في الصحافة المحلية من هموم وقضايا معيشية ووطنية هو أساس نجاح الحرية، وتفوق الصحافة. كان بإمكان كل صحافي أو كاتب بحريني ان يشتري ريشة مذهبة ليطلي بها وزارة هذا المسئول أو ذاك، ولكن الضمير وحب الوطن وحب الناس والرغبة الجامحة في انقاذ ما يمكن انقاذه من قضايا عالقة على رغم الضغوط وعلى رغم البهدلة في المحاكم من وراء القصد. هناك من يشي على ما يطرح، هناك من يريد ان يصرح كيفما يحلو له في توزيع الاتهامات أو توزيع صكوك الوطنية وغيرها. هناك من يحاول ان يلقي حبرا أسود على كل نجاح قدمته الصحافة الحرة، ولكن على رغم كل ذلك استمرت الصحافة الحرة لتقدم افضل خدمة وطنية لشعب البحرين بطائفتيه الكريمتين على رغم القنابل الدخانية التي وضعت في الطريق. وتبقى «الوسط» اللاعب الاساسي في الصحافة المحلية، اذ قدمت نموذجا حيا لصدق الموقف وانتصارها للقضايا بلا لف أو دوران، وتحملت كل الضغوط في قضية شارع المعارض وتحملت البهدلة وجرجرتها الى النيابة العامة على خلفية قضية «الخلية». وكم كان موقفا وطنيا عندما راحت تطالب بالتزام حقوق الانسان في مثل هذه القضية وغيرها وكذلك في قضية ابنائنا في غوانتنامو، اذ كتبت الصحافة الحرة وطالبت بإرجاعهم في أكثر من مقال وكذلك مواقف كبيرة من قبيل قضايا شواطئ البحرين والبحر وقضية المحسوبية ومسألة البعثات والترافع عن ملفات ساخنة مثل «التجنيس» والبطالة والفقر وعمليات الخصخصة وما تنتجه من تسريحات... كل ذلك دفعه الصحافيون والكتاب جهدا وتعبا واتهامات بالمجان، هذا يرضى عنك وذاك يشتمك من المتمصلحين.

ولو جئنا الى كل هذه القضايا سنصل الى قناعة كبرى ان المنتصر في نهاية المطاف هو الوطن، وان كل ما طرح هو لصالح الشعب والدولة، فالحرية المنضبطة اعطتنا صدقية في الداخل والخارج وأصبح المواطن يتلهف لقراءة الصحافة البحرينية منذ الصباح الباكر ويفطر على ما يكتب... إذن الصحافة كسبت ثقة الشارع بنخبه وغيرها لانه وجد - ولو نسبيا - مقدارا كبيرا من الصدقية والشفافية.

والكل يعلم ان بعض الوزراء قد يستاءون من هذه الشفافية، ولكن يجب ان نقدر هذه الشفافية. فكل هذه المعارك هي من اجل صالح الجميع ليستطيع أي صحافي ان يبحر مهرولا في قضايا هامشية ومن دون وجع رأس ولا وشاية فلان ولا جرجرة في محكمة يستطيع ان يكتب في القطط ويوم غد في حشرات تأكل مزارع افريقيا وبعد غد يكتب عن «صالونة» الوالدة... واخذ يقص على القراء ألوان مثل هذه الصالونات وغيرها، ولكن من يحترم القارئ لابد ان يشاركه همومه. فالصحافة عندما تنتقد وزارة الكهرباء تهدف من ذلك العمل تقليل الاخطاء في صيف هذا العام والنفع سيكون لمصلحتها ومصلحة المواطنين، وكذلك في الاعلام الهدف الحصول على برامج ثقافية مثمرة وحوارات صادقة، وكذلك في الصحة فروح المواطنين ليست سلعة لتصريحات صحافية، وكذلك البلدية التي لم نر منها الا مسابقات رياضية، وغير ذلك كثير. النقد يجب ان يتعود عليه المسئولون وكل ما عند الصحافي قلم قيمته المادية مئة فلس

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً