العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ

الجمعيات السياسية نجحت في توجيه الأنظار... فهل تنجح في طرح الحلول؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الانتخابات البلدية ثم النيابية أوضحت الخريطة السياسية الفاعلة على الأرض. ففي مايو/ أيار العام الماضي (2002) كانت التقسيمات المناطقية غير خاضعة للشفافية، ولم تستطع «جمعية الشفافية» الحصول على المعلومات التي طلبتها بشأن عدد السكان في المناطق المختلفة، لم يكن متوافرا سوى رقم المجمع وبعض المعلومات التي جمعتها «الشفافية» من المرشحين. وكانت الارقام المتوافرة توضح عدم التوازن بين عدد المقاعد الممنوحة لهذه المنطقة أو تلك عندما نقارن الكتلة الانتخابية.

الكتلة الانتخابية التي جمعتها «الشفافية» من المرشحين ومن مصادرها المختلفة شملت جميع الذين بامكانهم التصويت بما في ذلك المجنسون حديثا. عدد الناخبين كان في محافظة العاصمة 41 ألف شخص، وفي المحرق 44 ألفا، وفي الشمالية 73 ألفا، وفي الوسطى 73 ألفا وفي الجنوبية 14 ألف شخص. وقد طلبت «الوسط» من «الاحصاء» معلومات بشأن عدد السكان والناخبين في كل محافظة آنذاك ولكن لم تكن هناك استجابة.

وعلى رغم أن الفترة كانت وجيزة بين اعلان الدستور الجديد واقرار موعد الانتخابات، وعلى رغم الآراء المختلفة بهذا الشأن فإن نتيجة الانتخابات كانت مفاجئة للكثيرين. فقد حصدت «جمعية الوفاق» اكثر من عشرين مقعدا في المجالس البلدية بينما حصلت «جمعية الاصالة» على أقل من عشرة مقاعد، وتلتهما بعد ذلك «جمعية المنبر الاسلامي» و«جمعية الشورى» وعدد قليل من المستقلين. بمعنى آخر فإن الاسلاميين من مختلف الاتجاهات سيطروا بصورة شبه كاملة على المجالس البلدية، ولكن لم تكن بينهم تحالفات.

أما الانتخابات النيابية فقد اختلفت كثيرا نظرا لمقاطعة «الوفاق» ما أدى إلى انتصار آخرين بدلا منهم، فـ «الاصالة» اصبح لديها 13 مقعدا وتلتها جمعية «المنبر الاسلامي» ف-«جمعية الرابطة الاسلامية» (5 مقاعد اذا اضفنا المحسوبين على خط الجمعية التي تتبنى مواقف المرحوم الشيخ سليمان المدني)، واثنان قريبان من «جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي» وعدد آخر من المستقلين. مجلس الشورى تم تعيينه ولكنه ايضا أخذ في الاعتبار الجمعيات السياسية. فـ «جمعية الميثاق» لديها ستة اشخاص، واثنان قريبان من «جمعية المنتدى» وعضو آخر قريب من «جمعية الرابطة الاسلامية»، والآخرون مستقلون من دون انتماءات واضحة.

التحالفات داخل المجلس البلدي أقل فاعلية ولم تبرز بشكل واضح، ولكنها اقوى بكثير داخل مجلس النواب. الجمعيات السياسية خارج البرلمان تحركت بدرجات متفاوتة. فهناك التحالف الرباعي الذي قاطع الانتخابات (الوفاق، العمل الوطني، العمل الاسلامي والتجمع القومي)، وهناك التحالف السداسي الذي يشمل الجمعيات الاربع ويضاف اليها «المنبر التقدمي» و«الوسط العربي الاسلامي». التحالف السداسي ممثل في المجالس البلدية (اقل من نصفه من اعضاء الوفاق) وشبه ممثل في النواب (عضوان نشطان وقريبان جدا من جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي).

التحالفات ليست ذات لون واحد، فالتحالف السداسي يحتوي على التوجهات الاسلامية والعلمانية، بينما لم تستطع «الوفاق» التقارب مع الجمعيات السياسية الاسلامية الاخرى (المنبر الاسلامي، الاصالة، الشورى، الرابطة) لاختلاف وجهات النظر بشأن الشئون العامة، بالاضافة إلى اختلاف الخلفية الاجتماعية أو السياسية أو المذهبية.

«التحالف السداسي» أثبت نجاحه أخيرا عندما ركز وجهة نظره على قضية محددة بشكل واضح، ولكي يستمر نجاح التحالف فإن على الجمعيات أن تتوحد ايضا في طرح الحلول العملية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 318 - الأحد 20 يوليو 2003م الموافق 20 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً