العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ

ريحانة المصطفى

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لن أخوض في تفاصيل تاريخية عن سيدنا الحسين بن علي (رضي الله عنهما)، ولن أدخل في جوانب تشتت قرائي الأعزاء وتثير الجدل بينهم، وإنما أحببت اليوم أن نقف عند جوانب اجتماعية تركها لنا ريحانة المصطفى، حفيد رسول الله (ص) في الإخلاص والحب والعطاء والإيمان الحق، ووجدت أكثر الناس يعمل بعكسها.

لقد أعطانا التاريخ سنة وشيعة سيرة الحسين بن علي سيد الشهداء، ونطقت السيرة والكتب عن عظمته وحياته، فهو الذي عُدّ عند الله بأنه خيرة شباب أهل الجنة وأحسنهم.

إن الحسين بن علي كان مخلصا لدينه، فكان يأبى النزاع والفرقة، وكان مخلصا لربّه زاهدا في دنياه، وعرف عنه قلة الكلام والحنكة في اتخاذ القرار.

أين نحن الآن من هذه الأخلاق... إذ نجد تلك الجمعية المتأسلمة تزيد الفرقة، وتهتك الدستور والقانون، وتخرج بيانها عن الالتزام بكذا وكذا وكذا في عاشوراء! وأين نحن الآن عندما يقف ذلك الإمام، يكفّر الطائفة الفلانية وينتقد المذهب الفلاني، أين نحن الآن من بعض الأقلام المأجورة التي لم تصن حرمة هذا الشهرالحرام.

وتتعجب على من يجب عليه قراءة التاريخ، ويصد عنه ويظهر الكلام من فيّه دون إحساس ومشاعر، ويتخبّط ويلغي التاريخ الذي لا يعجبه ويزوّر تاريخ الحسين بن علي رضي الله عنهما.

ولكن كما قال المثل «إن لم تستح، فافعل ما تشتهي»، وهذا دليل قوي على عدم الحياء من الله ومن ثمّ حرمة شهره الكريم، فبدل أن ينشغل الناس بتوعية من لا يدري عن سيرة سيدنا محمد وأحفاده وصحابته، تجدهم جنودا مجنّدة ومؤتلفة على زيادة الطائفية بين السنة والشيعة.

وهذا إن دلّ فإنما يدل على قلة حيلتهم وضعفهم في مذهبهم الذي اختلقوه بالعنف والقوة والرشاوى، ويحاولون زيادة الحريق وإشعاله حتى يرضى عنهم المرتزقة من أمثالهم.

ويحضرني الكثير من المواقف التي وقف فيها بعض المرتزقة ليمنعونا من أكل «الطعام» من الطائفة الأخرى، والحجّة بأن أصحاب هذه الطائفة يريدون الضرر بنا!

أوصل الحد يا إخواني إلى هذه الدرجة من الظلمات ومن اللا وعي؟، إذ إننا لم نستفد من الرسول الأعظم ومن حفيده ومن خلفائه الراشدين في حسن الخُلُق، والمعاملة وحسن الظن.

حسن الظن الذي يلعب به المرتزقة في مرمى مليء بالشوك، يقلبون كرته كيفما يشاؤون، ولكن الله كاشفهم ورادٍ لهم مكرهم الذي يمكرونه أمام الناس، فلقد أصبحت أخلاقهم بعيدة عن أخلاق من يجب أن نقتدي بهم، كما أصبحت وليدة الأقلام المأجورة وبائعي الأوطان كما قال رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري في إحدى مقالاته.

أتمنى ممن يساعد في اشتعال الفتنة أن يصون هذا الشهر الحرام، وأن يتوقف في تسويق فتنته احتراما لمقتل ريحانة المصطفى، فإن القلب ليحزن على حال أمة تفرقت بعد جمعها بسبب بعض الحشرات الناقلة للأمراض الاجتماعية الفتّاكة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً