العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ

الدمستاني»... وعاشوراء

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عندما يذكر اسم «دمستان» في زمننا الحاضر فإن الأذهان تنتقل مباشرة إلى مصطلحات وأفكار تتعلق ببيوت آيلة للسقوط، وبشكاوى أهلها من الحرمان، وبحرق إطارات، واتهامات بمحاولة اعتداء على سيارة أمن أو غير أمن... إلخ. ولكن هذا الربط إنما هو من نتائج أمور طارئة في وقتنا الحاضر وهي ليست لها علاقة بتاريخ دمستان وأهلها. ففي عاشوراء من كل عام يتبادر إلى الذهن أسماء العديد من الذين خلد اسمهم في التاريخ، بدءا بالإمام الحسين (ع) وصحبه، ومرورا بمن خلد ملحمة عاشوراء، ويأتي في مقدمة هؤلاء الشيخ حسن الدمستاني المتوفى في العام 1767م، إذ إن قصيدته المشهورة بـ «أحرم الحجاج» تعتبر ملحمة تشرح ثورة الإمام الحسين من البداية إلى النهاية، ويقرؤها أهل البحرين كل عام.

دمستان عند أهل العلم، وعند العارفين بفضل أهل البحرين، ليست لها علاقة بما يروج عن هذه البلدة في عصرنا الحالي. فدمستان هي التي خرج منها الشيخ حسن الدمستاني، الشخصية العظيمة على مستوى العلم والفقه والشعر، وحتى أن الأكاديمي السعودي وعالم الدين الفاضل الدكتور عبدالهادي الفضلي كان قد خصص رسالته الجامعية العام 1962 عن شعر الدمستاني.

وكتب الفضلي عن الشيخ حسن الدمستاني «الذي كان على ما كان عليه من الفضل والفقاهة، إلا أنه كان أيضا يعمل بيده في الزراعة لكسب قوته»، حتى أن البعض ممن يزور البحرين آنذاك كان يشك في أن الشخص الذي يلبس ثياب الفلاح ويعمل بيده هو نفسه ذلك العملاق الذي وصلت كتبه وآثاره إلى أماكن عديدة في زمانه. وقد أشار الفضلي أيضا إلى مستوى الشيخ حسن الدمستاني بالقول «الذي أستطيع أن أقوله هنا مطمئنا كل الإطمئنان إلى ما استنتجه من رأي هو أن أدب الدمستاني من نمط المستويات العالية في مضمونه وشكله، وإن نثره بصورة خاصة يرتفع بلاغة وأسلوبا إلى المستوى العالي في النثر العلمي، والنثر الأدبي، المتعارف لدى العلماء الأدباء من معاصريه».

أعتقد أنه لو عاد الدمستاني إلى الحياة اليوم لأفرحه أن يرى أهل البحرين يذكرونه كل عام في موسم العاشوراء عبر قراءة ملحمته التاريخية «أحرم الحجاج»، ولكني أعتقد أيضا أنه سيصاب بالأسى والحزن لما آل إليه وضع دمستان ومن يعيش فيها وحولها... ولربما كتب ملحمة شعرية أخرى تشرح كيف يلعب الزمان بالإنسان .

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً