مع إعلان وزارة الصحة في المملكة أن التطعيم بلقاح انفلونزا الخنازير سيكون تطوعيا وليس إجباريا لجميع الفئات السنية للمواطنين والوافدين ماعدا الحجاج، تتساءل العائلات عن سلامة هذه اللقاحات الجديدة وهل نستطيع الثقة بها وتطعيم فئة الأطفال؟ التساؤل ينبع من قلق الآباء والأمهات من بعض الأخبار التي يتم تداولها في وسائل الإعلام المتنوعة عن سلامة هذا المنتج الطبي وخاصة أننا نعيش في عصر حرية الثورة المعلوماتية التي يستطيع فيه الفرد معرفة دقائق الأمور عن طريق نقر بعض الحروف على لوحة مفاتيح الكمبيوتر من دون الاعتماد على أخطاء بشرية معروفة ومنتشرة في النظام الصحي.

على سبيل المثال، استطلاع الرأي الذي قامت به وكالة الأنباء الأميركية (اسوشيتيد برس) وجدت أن نحو ثلث العوائل الأميركية ترفض فكرة السماح لأطفالها بتعاطي هذا التطعيم؛ لأسباب عديدة، فمنهم يخشى من الأعراض الجانبية المباشرة، أو الأعراض طويلة المدى التي لم يتم اكتشافها في الوقت الحاضر حتى مع التجارب الإكلينيكية على البشر (مَن لا يتذكر مرض حرب الخليج الذي أصاب الجهاز المناعي لعديد من الجنود المشتركين في حرب تحرير الكويت)، أو احتواء 60 في المئة من التطعيمات التي تم طلبها في الولايات المتحدة على مادة الثيومرسال التي تحتوي على مادة الزئبق، أو خوف الآباء من الإصابة بمرض عصبي يعرف بـ (Guillain-Barre Syndrome) وهذا المرض سبّب وفاة مئات من الأميركيين وسبب حالات من الشلل وأمراض تنفسية في حملة تطعيم سابقة ضد نوع آخر من الانفلونزا في العام 1976.

في زمن الشفافية، من المطلوب من ممثلي وزارة الصحة الظهور لمواجهة الحدث وبيان تفاصيل التطعيمات الجديدة وإقناع الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بسلامة عقار الانفلونزا ونسبة الخطورة لمتعاطي العقارات الجديدة.

بحسب المعلومات المتوافرة، يوجد هناك نوعان من التطعيمات يؤخذ أحدهما عن طريق الحقن (يحتوي على الزئبق) والآخر عن طريق بخ رذاذ على الأنف (لا يحتوي على زئبق). وبحسب مقابلة لصحيفة «الوسط» مع رئيسة قسم مكافحة الأمراض بتاريخ 30 سبتمبر/ أيلول فإن منتج أو منتجات التطعيم من عدة شركات عالمية في البحرين «لا تحتوي على مواد حافظة ومواد إضافية وخالية من مادة الزئبق»، فهل نستنتج أن هذه المنتجات على هيئة رذاذ وبالتالي عدم الخشية من قبل الرأي العام بوجود مواد سامة ولو بتركيزات ضئيلة؟

لكن ما الذي سيمنع الوالدين من منع تطعيم فلذات أكبادهم وبالتالي تعريضهم لخطر الموت؟ الفيروس قد تسبب حتى الآن في وفاة 4 آلاف شخص وإصابة ملايين من البشر بالعدوى، فأعتقد أنه لا يوجد ملاذ إلا بالقيام بعملية التطعيم، أما التعنت وتعريض النفس لمجازفة غير محمودة العواقب فهو يحتاج إلى المساءلة! خبراء الصحة العامة في العالم أعلنوا أن الفيروس جديد وغير مألوف خلافا لعلاج الانفلونزا الذي تم اختباره في المختبرات وعلى البشر بالأسلوب نفسه ومنذ عشرات السنين وبالتالي فإن المجازفة ليست بنسبة عالية.