خصص برنامج «الناصية» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم (السبت) في حلقة هذا الأسبوع للقاء الشاب البحريني عادل الجصاص الذي ورث ممارسة عمل «الباجة» من والده والذي بدوره ورثها عن أبيه كذلك؛ محمد الجدحفصي جلس وتجاذب أطراف الحديث مع «عادل» عن سر مهنته، وما هو رأيه في الشاب البحريني فكان هذا اللقاء:

* أول شيء نتعرف على اسمك؟

- عادل عبدالله أحمد علي الجصاص.

* من أية منطقة؟

- جدحفص.

* الحالة الاجتماعية؟

- متزوج.

* طبعا أنت عادل تشتغل في عمل «الباجة»؛ ممكن نعرف كيف وصلت إلى هذه المهنة؟ فدائما ما يقول الجميع إنه غريبة علينا أن شابا بحرينيا يصنع «باجة»؛ ولهذا أردنا أن تعرفنا كيف وصلت لهذه المهنة؟

- بداية كان عملي مع الوالد ؛ حيث كنت أعمل معه في تحضير «الباجة»، والوالد أيضا كان يعمل مع والده أي جدي في هذه المهنة، وجدي كان يعمل من قبل ومع والده ، يعني أبا عن جد عن جد عن أجداد في هذه المهنة.

* جيد، طريقة عمل «الباجة»... كيف يتم تحضيرها؟ ومتى مثلا تذهب لشراء مكوناتها؟ وكيف هي طريقة اختيار المكونات من اللحم وغيرها، هل لها اختيار معين مثلا؟

- طريقة تحضير «الباجة» أولا أنك لابد أن تطلع لها من الفجر، يعني بعد صلاة الصبح أطلع وأشتري الرؤوس والكرش والكراعين وآخذ الأشياء التي أحتاجها إلى الطباخ ولابد أن يكون تركيبها من الفجر لأنه على الأقل تحتاج من ثمان إلى تسع ساعات حتى تكون جاهزة للأكل، لأنه تكون شغلتها على الفحم، بالإضافة إلى الغاز.

* جيد؛ إذا ذهبت مثلا لتشتري لابد أن تختار بدقة متناهية؟

- شغلة «الباجة» يسمونها الحويسة يعني تأخذ الكرش والكراعين والروس، وقبل يسوون الشاردينه ألحين ما تجي، وقبل الأوليين حتى الرية يطبخونها.

* دعنا أولا نتعرف على بعض المصطلحات التي ذكرتها، ماذا تقصد بالكراعين والشاردينه؟

- الكراعين هي أرجل الذبيحة، والكرش هي بطن الذبيحة، والرأس معروف، والشاردينه تأتي تحت البطن بس ألحين ما ميش، والرية تطلق على «الرئة» وهي معروفة.

* «باجة» الجصاص اشتهرت عن جد جدك أو عن الأجداد، طبعا وصلت لأبيك ووصلت ألحين إليك، ما الذي يميّزها عن مختلف «الباجات»، مثلا هل «الباجة» البحرينية تختلف عن «الباجة» العراقية، وتختلف عن «الباجة» الإيرانية مثلا؟

- باجة البحرين تختلف عن أي «باجة»، لأن كل مكان إليه طريقة معينة في تحضيرها؛ إيران إليها طريقة معينة في تحضيرها، العراق إليها طريقة مختلفة أيضا في تحضيرها، تركيا إليها طريقتها الخاصة فيها، مصر إليها طريقتها، باقي الخليج إليه طريقة، لكن الطريقة البحرينية مميزة لأن بهاراتها تختلف؛ البهارات التي فيها غير الشغل الباقي كامل. هذه شغلها هي وثاني شيء على الفحم نفس ما قلت لك، هذا له دور أيضا باختلاف النكهة والطعم، والشيء الأكثر تحديدا هو البهارات التي فيها وهي تختلف عن أي بلد من البلدان الأخرى، و «الباجة» أصلا عالمية يعني حتى الأجانب يحضرونها؛ باكستان، الهند. لكن كل مكان له طريقته الخاصة فيه لتحضيرها.

* أنت أول ما تعلمت تحضير «الباجة» كم أخذت مدة حتى أتقنت طريقة تحضيرها، وهل واجهتك صعوبة مثلا؟

- والله هذه المهنة تعتمد على الممارسة، كل ما مارست أكثر أصبحت خبرتك أكثر، هي مثل أية مهنة أخرى. بحسب خبرتك أنت كم من المدة مارستها، أنا لازمت الوالد منذ صغري، إخواني بعد، عمومي بعد، عمومي يشتغلون في «الباجة» عندنا في المنامة عمي عبدالرسول زين وعمي الله يرحمه قبل بعد كان في المنامة تُوفيّ.

* يعني العائلة كلها تشتغل في «الباجة»؟

- كل العائلة تعمل لأنه، لازم تدخل في المهنة؛ مثلا قبل الكراعين نحن ننظفها بعد، وطريقتها لازم تطبخها أول بماء وبعدين تنظفها، الكرش بعد وكنا ننظفها، الحين كل المكونات تأتي نظيفة، قبل لا، تشتريها أنت تصلخها أنت وتنظفها، الكرش بعد، يعني تنظيفها كان عملا مجهدا، بعد قبل لا تطبخها، بس الحين قاموا ينظفونها، والكرش تأتي منظفة، والكراعين تأتي منظفة، صار أسهل إلينا. نشتريه منظف ويبقى علينا الطباخ.

* هذه المهنة غريبة على البحريني وخاصة إذا كان نفسك شبابا، هل تعتقد أنه من الصعوبة أن يعمل بحريني بهذه المهنة، أو بمثل نوعية هذه المهن والأعمال؟

- والله هو العمل على قولتهم مو عيب، والعمل ما فيه صعوبة، الإنسان هو يصعّب على روحه، يعني عمل الحر ما فيه شيء، أي واحد أصلا يتعوّد على عمل الحر ما يقدر يشتغل تالي عكس عمل المرتبط في شركة أو حكومة، لأن عمل الحر اسمه فيه حر، والعمل نفس ما قلت لك يعني أنت ما فيه حتى البحرينيون يعملون في كل شيء، أشوفهم يعني ينظفون سمك، حمالي، يغسلون، يشتغل في مطاعم، عدنا في جدحفص جم واحد يشتغل في مطاعم، عندك أنا أشتغل في «الباجة»، عندنا عبدالحسن وعبدالجليل يشتغلان في السندوتشات، عندنا عباس العاشوري وغيره يعني شغلهم زين في شغل العيش وما عيش والمطاعم، وحتى اللي صوبنا، بالإضافة إلى السندوتشات عدنا أكثر من واحد؛ منصور وغيره وفي المعجنات عندهم بعد. يعني أنا أجوفهم يشتغلون في كل شيء، يعني ما شاء الله غير يعني باقي الخليجيين، البحريني بالذات يمكن يختلف عن باقي الخليج، يعني يحط روحه ويديه في كل شيء.

* الباجة تفتح المكان في الفجر ما هو السبب؟ عادة في بعض الأوقات أنه تفتح في الفجر ويأتونك زبائن، لماذا يعني بالذات الفجر؟

- الباجة معروفة أكلها في الفجر من أساس؛ أيام الحمالية الأوليين الذين في المنامة، الحمالية الأوليين الذين يجرون «القواري» الطويلة شغلهم من فجر، فكانوا من الزبائن الأساسيين، والحين نفس ما تعرف الأيام تغيّرت والناس تغيّرت، الحين صار السهر عند الناس أزيد، يعني السهر قبل ينامون من وقت الساعة 8، الحين يقعدون للساعة الثانية والثالثة أو إلى أذان الصبح، فصار شغل الباجة شغل ليل أزيد من النهار، وأنت لازم تمشي مع الوضع، يعني السالفة مو على الفجر أو غيره، متى ما وُجد الزبون أنت وياه موجود، وقبل نفس ما قلت لك أول الحمالية هم اللي يشتغلون الشغل كله الفجر، وهم أكاله الباجة. والزبائن بعد الحين مو بس مثل قبل، أول الحمالية والشواغيل زين، أول هم اللي يأكلونها ذي، الحين لا، الحين صارت الأكلة شعبية على الكل، يعني الكل يأكلها، يأكلها الموظف، يأكلها العامل، يعني ما صار عندهم نفس ما تقول هذه الأكلة مخصصة إلى فلان، يأكلها حتى الصغير، عندي أطفال تلاقيه صغير سن لكن إذا حضر يقول لك وين الكرعون ووين الكرش ويقعد يأكل، يعني مو يدوّر اللحم، يدوّر الأشياء اللي يمكن الأوليين ما يأكلونها، فصارت الأكلة فيها شعبية أزيد أنا أجوف، يعني عرفوا الشغلة وعرفوا الأكلة وعرفوا الميزة اللي فيها، وفيه ناس يفكر أنه هذه الأكلة فيها دسم وغيرها وهذه نظرة غلط لأنه الباجة أصلا ما فيها إضافة أي دسم، الدسم اللي فيها منها وفيها وطبقة الدسم معروفة إذا تصير مع الماء تصير دائما فوق فأنت مجرد تباعد الطبقة اللي فوق، تحت مصفى ماء ما فيه أي دسم.

* الباجة دائما فيه ناس يقولون وخاصة زبائن الجصاص إنهم يأتون كل شيء مخلص وما في شيء، ما ردك عليهم؟

- والله هو مو على ما فيه، لأن على قولتهم من سبق لبق، وأنا إذا حضرت وبفتح فيه زبائن قاعدين والطلبات هو اللي يشيل معظم الباجة، إذا يأتي عبارة طلب بدينار أو ها الحجم صفاري هذا هو اللي يشيل الكمية اللي عندك زين، وأنت تخلص ويكون شغلك تخلصه أفضل مما يكون عندك بايت وتخليه وهذا وبعدين تخليه ليوم ثاني ما يصلح، لأنه هذا الأكل كل يوم بيومه، فأنت تسوي الشيء اللي بحيث يغطي السوق وفي نفس الوقت أنت تمشي شغلك، يعني ما تريد تخلي بعد كمية أزيد وأزيد وبعدين يتم عندك، لأنه هذا ما تقدر تخليه ليوم ثاني وما يصلح، وحتى لو خليته ما يصلح ليوم ثاني، فالأفضل أنك تسوي الكمية اللي أنت تعرفها تمشي في السوق وتقنع على قولتهم برزقك والله يرزقك جذيه.

* هل يأتونك زبائن أجانب غير المواطنين مثلا يأكلون «الباجة»؟

- أجانب كثيرون، يأتون يعني فيه هنود يأكلون واجد، عندنا جنسيات فلبينية، باكستانية، عندك من الخليج، عندك السعوديين يأتون واجد، في ناس تأتي من السعودية حتى يأكل هذه الأكلة، يقول إحنا في السعودية ما عنده هالأكلة، يعني في السعودية على حجمها يأتي إلى هنا ليأكل الباجة ويروح، نفس ما نروح ندوّر البخاري والمندي عندهم، هم يأتون من السعودية يدوّرون الباجة عندنا، باجتنا مميزة عندهم. وعندك من دبي فيه بعد شباب يأتوني وعندهم مطاعم، وعرضوا عليّ أن أفتح عندهم هناك فرع زين وقالوا أنت بس عليك إدارة بس نحن على قولتهم نفس السمجة تخرجها من الماء تموت، نحن نقنع بشغلنا بالبحرين أفضل ما أروح وأتغرّب، يعني الإمارات مو بعيدة ولا هي غربة بس نفس ما تقول بالديرة شغلك مع ربعك وجماعتك وأنت مرتاح البال، تخلص تمشي بيتكم.

* ما الذي الذي يميّز «باجة» الجصاص عن باقي الباجات التي في البحرين، الناس كلها من الدير، من سماهيج، من الرفاع، كلهم دائما يأتون إليك، ما هو الذي يميّزها من أيام الوالد، من أيام جدك، ما هو في اعتقادك؟

- والله هو أنا أقول ليك شيئا واحدا: الطّبْاخ؛ الطَبْاخ في أي شيء يعني هو نَفَس، نفس الطَبّاخ نفسه، يعني أنت ما تقدر تقول أنا باجتي أحسن وحدة، لازم الذي يأتيك هو يميّزك، يعني هو يقول لك أنت شغلك غير عن الباقي، يعني إذا أتيتك أنا قلت إليك أنا شغلي أحسن من فلان وأحسن واحد ما يصير، لأنه كل واحد يستطيع القول إن شغلي أحسن، فلازم الزبون الذي يأتيك هو الذي يتذوق الأكل، فهو يحس بالفرق من مكان لمكان وهو الذي يحكم، يعني هو يقول لك والله شغل فلان أفضل من فلان، أو له مذاق أو فيه طعم أزيد بسبّب أنه الشغل يبيّن عنده، والبهارات نفس ما قلت ليك والشغل هذا هو الذي يبيّن.

* نقدر نسأل واحد من الشباب... عرّفنا على نفسك.

- مالك أحمد عبدالرضا درويش.

* ما هو رأيك في «باجة» الجصاص؟

- الصراحة ممتازة.

* أنت زبون دائم للمحل؟

- أكيد بشكل يومي.

* ماذا تعتقد الشيء اللي يميّزها مثلا عن غيرها؟

- بهاراتها، البهارات البحرينية تميّزها، ويميّزها اللحم الوفير فيها ونفس السعر 500 فلس.

* جيد هذا طبعا يرجعنا لسؤال ثانٍ؛ هل ارتفعت الأسعار بالنسبة إليك؟

- نعم ارتفعت مثل والصحون والأكياس التي نستخدمها للطلبات وهذه الأشياء والكركم والفلفل، بس نحن بما أنه نشتغل في منطقة عبارة نحن في حي مع الجماعة فما أحببنا أن نرفع السعر، خليناه مثل ما هو 500 فلس، يعني نفس ما تقول الجماعة السبب لكننا لم نغيّر عليهم شيء ونزيد، لأنه نحن لا عندنا أجانب يأكلون قليل يعني إذا بجي، وأنت قد ما تراعي الناس، الناس تراعيك. وأنت تدري يعني الوضع كله نفس بعضه يعني، الكل مزيد فأنت تقوم تزيد بعد، فخلينا الوضع نفس ما هو والحمد لله الرزاق الله.

* كلمة أخيرة؛ ما نصيحتك للشباب البحريني خصوصا بهذه الأشغال والمهن مثلا صنع الباجة، مثلا واحد يسوي كباب أو شيء، هل تحس أنه هي مثلا عمل مناسب للبحرينيين، تثبت وجودهم أو ما هو باعتقادك؟

- والله أنا أشجع البحرينيين على أنهم يشتغلون بهذه الأشغال، هم ما شاء الله يعني في كل شيء يحطون يدهم يعني يبرعون فيه، إن أتيت في ميكانيكا إن أتيت في أي شيئ يفهمون، وهم أبدا ليسوا مقصرين وأتمنى يحطون روحهم أكثر، يعني أشجعهم أن يشتغلوا أي شغل زين، الرزق في كل مكان، بس عليه أن يتخصص في شيء والله سيوفقه، يعني بس يتخصص في شغل من الأشغال الله يوفقه لأنه هو أكيد سوف يبدع فيه، ونخن نفس ما قلت فينا الذي يدخل البحر وفينا الذي يشتغل جزاف وفي الذي يشتغل كل شيء، وأشجعهم أنهم يستمرون على هذا الشيء، وإذا يزيد الشغل مالهم أفضل، يعني أشجعهم أنه الولد يأخذ مهنة الأب، لا يخليها تروح.