عطفا على موضوع مصانع الملابس الجاهزة وغياب تسويقها لأي من إنتاجها في سوق البحرين. أشرنا إلى أنه سيكون من الأجدى لو قامت وزارة التجارة بفرض قانون على هذه المصانع لتبيع حصة من إنتاجها في السوق المحلية وتصدر الباقي لبيعها في الخارج. ولأننا أوضحنا هذه النقطة بشيء من التفصيل في المرة السابقة، فأنتقل إلى نقطة أخرى.
من مصادر رضا السائحين أن يحملوا معهم شيئا من الإنتاج المحلي للدولة التي يزورونها. ولقلة إنتاجنا البحريني، فالملابس الجاهزة المصنعة جيدا لابد أن تكون سلعة جيدة تجتذب الكثيرين. ليس هذا فحسب، بل إن سلعة حسنة السمعة كهذه في إمكانها أن تزيد عدد القادمين إلى البحرين ما دامت تعرض بأسعار تنافسية حتى لو لم تكن هدفهم الوحيد الذي يسعون إليه، خصوصا من رعايا الدول المجاورة لنا - وهذا ليس بالشيء المستحيل.
لا أكتب هذا اعتباطا وضربا في الخيال. فالزوار الذي يسافرون من أجل التسوق كثيرون، ونحن موصولون ولله الحمد بجسر يربطنا ببقية دول مجلس التعاون الذين يأتون إلينا جميعا من أجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع. وبما أننا نريد أن نخلق سياحة عائلية ونروج لأنفسنا على هذا الأساس، فليس أفضل من اجتذاب بقية العائلة بتوفير شيء يشترونه من عندنا لا يلاقون له مثيلا لديهم. وليس بمستغرب أن يلقى هذا العرض صدى لدى القادمين، فظاهرة حب التسوق لدى النساء عامة معروفة جدا، وهي منتشرة لدى النساء الخليجيات على وجه الخصوص. ولهذا فتوفير سلعة محببة كالملابس بأسعار تنافسية لا بد أن تفعل فعلها. وما مثال السوق الكويتية واشتهارها بهذا الجانب إلا دليل على ما نقول
العدد 317 - السبت 19 يوليو 2003م الموافق 19 جمادى الأولى 1424هـ