انتشرت أخيرا في مجتمعاتنا ثقافة النقد غير الهادف، والذي يمكن أن نطلق عليه «النقد المدمر» ليس للمؤسسات الخدمية ودواوين الدولة فحسب، بل مدمر لنا نحن في المقام الأول.
أقول ذلك ومملكة البحرين تشهد جهودا كبيرة وفي مجالات شتى... نعم، قد تكون ليست بمستوى الطموحات ولكنها مجهودات تبذل فيها الجهود الذهنية والجسمانية والمادية والمعنوية. جهات كثيرة تعمل وتحقق نماذج مشرفة من الإنجازات، ولكنها لا تجد إلا هذا النوع من النقد غير المسئول ليس في الصحافة فحسب بل في جميع الوسائط الإعلامية. وزارة الأشغال مثلا تقوم بدور ملموس في البحرين، وإنجازاتها تقف شاهدة على الطرقات. فتلك المعدات والآليات الكبيرة التي تنتشر في رقعة واسعة في محيطنا، حتى تضايقنا منها وكتبنا وقلنا: لماذا صيانة الطرقات في هذا الوقت بالذات..؟!! هذا العمل الميداني لا يجد من يساهم فيه ولو بكلمة شكر واحدة ترفع من المعنويات، وتذكر العاملين في هذه الإنشاءات بأن هناك من يقدر هذا الجهد!!
وزارة الداخلية بمرافقها المهمة، المرور، الدفاع المدني ، الدوريات، جنود وضباط ينتشرون في الطرقات طيلة ساعات اليوم وفي شمس الصيف الحارة، يدخلون الطمأنينة في النفوس، الأمر الذي جعل أرض البحرين واحة للأمن والأمان وبشهادة الصحافيين والإعلاميين الأجانب الذين التقيت بهم أيام الانتخابات النيابية ومن خلال المعايشة اليومية، كل هذه المجهودات والتضحيات لا تجد من يثني عليها حتى يضفي على الجنود المجهولين الذين يحرسون أمننا لمسة من التواصل الإنساني والوطني مع المواطنين تعميقا للوحدة الوطنية وارتقاء بالعمل الخدمي.
وهناك الكثير من المؤسسات الخدمية التي يعمل بها مخلصون ومبدعون يحتاجون منا فقط الى كلمة (شكرا)..!
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 317 - السبت 19 يوليو 2003م الموافق 19 جمادى الأولى 1424هـ