مجموعة من الموظفين في إحدى الوزارات يشتكون من تسلط مدير الإدارة التي يعملون فيها، ويصفون هذا المدير بالأناني، وبخوفه الدائم - ومنذ أن أصبح مديرا لهذه الدائرة في فبراير/ شباط 2001 - من أن يتطور أحد الموظفين ويصبح أكثر جدارة منه لتبوؤ ذلك المركز. وبناء عليه فإنه دأب على رفض مشاركة موظفي الادارة في أية فرصة تتيحها الوزارة لتطوير كفاءة الموظفين وزيادة معرفتهم بطبيعة عملهم ومجال تخصصاتهم.
ويعرض هؤلاء الموظفون أمثلة حية على هذا الرفض هي عبارة عن رسائل متبادلة بين مدير إدارتهم من ناحية ورئيس قسم التدريب والتطوير في الوزارة، تم تبادلها في الفترة من يناير/ كانون الثاني حتى أواخر يونيو/ حزيران من العام الجاري، وقدم فيها قسم التدريب والتطوير - وعلى مراحل مختلفة - 15 دورة تدريبية وورشة عمل وندوة إلى هذه الإدارة وكل الادارات في الوزارة المذكورة اعتذر مدير الإدارة عن مشاركة أي من موظفي دائرته فيها كلها، علما بأن هذه الفعاليات عقدت في البحرين وخارجها وبتحمل الجهات المنظمة أو الوزارة لتكاليفها كاملة.
ويتبين من نصوص الرسائل المتبادلة بين مدير الإدارة ورئاسة التدريب والتطوير في الوزارة ان المدير المعني قد رفض استفادة موظفي دائرته من 6 دورات تدريبية عن: سياسات النمو، سياسات التجارة الخارجية وأسعار الصرف، بناء وتحليل مؤشر الاسعار، الجودة والتحسن المستمر للاداء، الإدارة بالاهداف، كتابة التقارير الفنية باللغة الانجليزية.
كما اعتذر عن مشاركتهم في 6 ورش عمل عن إدارة المشروعات، المنهج الحديث للتخطيط الاستراتيجي، المحاسبة المالية - المستوى المتوسط وورشة اخرى عن المستوى المتقدم، بعد ذلك ورشة عمل عن الاساليب الحديثة لتحصيل الايرادات، وعن محاسبة التكاليف، وأخيرا ورشة عمل عن التأثيرات الاقتصادية للعولمة.
وبالاضافة إلى ذلك فقد شمل اعتذار المدير الأناني والخائف على كرسيه ايضا عدم مشاركة أحد من الموظفين الذين يعملون تحت إمرته في 3 ندوات اقيمت عن: إدارة الاستراتيجيات والمشروعات التنموية الكبرى في المنطقة العربية، مهارات التفكير الابداعي والابتكار، وندوة عن تصنيف القطاع المالي في الشرق الأوسط.
وما يتضح من هذه الأمثلة أن مدير الادارة المعني هنا يقدم اعتذاراته عن المشاركة في كل الفعاليات التي يدعى إليها وبصورة شمولية، وأنه يتخذ قراره سريعا وبشكل فردي ومن دون سؤال الموظفين عن مدى حاجتهم إلى حضور تلك الفعاليات، وانه دأب على هذا الرفض في الماضي، وربما يتكرر ذلك في المستقبل ايضا.
وبما أن موضوعات الفعاليات التي قدمناها تدلنا على اسم الوزارة المقصودة، فإنه حري بكبار المسئولين في الوزارة وعلى رأسهم الوزير، ان يحققوا في اسباب تسلط هذا المدير ويسارعوا إلى انقاذ موظفيه منه قبل ان يتصلب تفكيرهم وتتحجر ابداعاتهم
العدد 316 - الجمعة 18 يوليو 2003م الموافق 18 جمادى الأولى 1424هـ