خلال الأشهر الماضية كتبت ما يربو على سبعة مقالات طرحت من خلالها الهموم والمشكلات وكذلك النقد الذي توجهه غالبية المواطنين إلى وزارة البلديات والزراعة وكانت تلك الهموم تتمحور في قضايا ملحة ومهمة حاولنا من خلالها أن نصل إلى نتيجة واضحة أو إجابات مقنعة ولكن للأسف الشديد لم نتلق ردا واضحا على كل ذلك، وما يجري على الأرض خير دليل على ذلك.
وأتذكر أني خلال مداخلة نقدية طرحتها مباشرة على الوزير أثناء مقابلته المباشرة في الفضائية البحرينية لم تكن الإجابة شافية، إذ طرحت على الوزير عدة أسئلة منها:
أولا: ما رأي الوزير في القول القائل إن وزارة البلديات عمدت إلى تهميش دور البلديات على رغم أن المجالس البلدية تعتبر سلطة تشريعية؟ ولماذا أعطي الجهاز التنفيذي دور البطل في كل شيء؟
ثانيا: وعد الوزير بتحويل المحافظات إلى مواقع مهمة وسيعطيها أهمية من حيث التشجير والنظافة، و... وطرحت عليه أن الطموح لا يتناسب مع الموازنة التي رصدت وخصوصا للمنطقة الشمالية إذ تعاني من أزمات كبرى، فكل من دخل الدراز اعتقدها خارجة من حرب عالمية ثالثة!
وطرحت على الوزير سؤالا آخر عن تناسبية أو انسجام الاحتفال بيوم الشجرة مع ما يمارس عمليا من تقطيع للأشجار والمزارع وتحويلها إلى مجمعات سكنية خاصة أو تجارية.
وعن موقفه مما يصل إلى الصحافة من شكاوى من قطاع الزراعة بأنها «تعاني من محسوبية وتلاعب وتهميش للمهندسين البحرينيين والكفاءات البحرينية وأنها تعاني من بيروقراطية وفساد إداري ومالي» كما يردنا في الصحافة من شكاوى، فهل ذلك صحيح أم لا؟ إضافة إلى أسئلة أخرى قمت بطرحها على الوزير.
وأعتقد أن الإجابات لم تكن موفقة، إذ راحت تحلق في فضاء الرفض الإنشائي، في حين كان الطموح أن يبادر الوزير إلى تشكيل ـ لا على الأقل ـ لجنة لتقصي الحقائق لوضع النقاط على الحروف أو من باب إبراء الذمة للوصول إلى الحقيقة إن كانت الشكاوى صحيحة أم غير صحيحة.
مرت أشهر والملفات والأسئلة لم يجب عنها، وكان البعض يقول: لعل الوزير مشغول طيلة هذه الفترة الزمنية في البحث عن الحقيقة. لم نجد أية إجابة، ولكن كانت المفاجأة ـ بعد طول الانتظار ـ هي خروج الوزارة علينا بدورة رياضية محفوفة بالتصوير وتوزيع الجوائز مع إعطاء تصريحات لأجل رياضة ومباريات أخرى مستقبلا...
الصدمة كانت كبيرة على عدد كبير من موظفي وكوادر الوزارة، إذ كان الكثير يأمل في ترقيات أو رفع رواتب ودرجات وشهادات تقدير أو تدوير ـ لا على الأقل ـ فعشرات المواطنين بقوا سنين على كادرهم الوظيفي حتى تفاجأ الجميع بمبادرات رياضية. الجميع يشجع الرياضة في الوزارة ولكن هناك ملفات أخرى أهم تحتاج إلى متابعة وتقييم وتحقيق. لا أحد يرفض الرياضة في وزارة البلديات، لكن شريطة ألا تتحول إلى مؤسسة ثانية للشباب والرياضة فيضيع الجمل بما حمل
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ