قال رئيس التوعية والإعلام المروري بالإدارة العامة للمرور محمد بن دينة إن قضايا الدراجات الهوائية والنارية أصبحت في زيادة وخصوصا الدراجات الهوائية منها التي يرتكب قائدوها مخالفات مرورية جسيمة مثل قطع الطريق من مكان عبور المشاة أو السير بها عكس اتجاه الشارع، على اعتقاد خاطئ مفاده إن الدراجات الهوائية ليست ضمن المركبات التي نص عليها القانون بشأن السير والمرور إذ اعتبر هذا القانون الدراجات النارية والهوائية مثل أية مركبة أخرى.
وأشار بن دينة إلى أن المركبة في نظر القانون هي التي تسير بقوة الدفع الميكانيكي سواء كانت بأربعة إطارات أو اثنين أو حتى إطار واحد، ومن ثم فإن جميع المخالفات التي تطبق على الشاحنة والسيارة تطبق كذلك على الدراجات الهوائية والنارية أيضا ومن ثم فإن القانون يحاسب قائد الدراجة مثلما يحاسب قائد السيارة، وطالب راكبي الدراجة من دون أن يفرق بين النارية والهوائية منها بضرورة ارتداء الخوذة الواقية على الرأس أثناء القيادة.
جاء ذلك بعد أن باتت الدراجات النارية والهوائية عاملا مشتركا وأساسيا في الكثير من الحوادث المرورية المميتة التي تؤدي إلى كوارث بشرية ومادية ضخمة، فخلال يومين فقط وقع حادثان مميتان لسائقي دراجتين هوائيتين أحدهما على شارع الفاتح والآخر على شارع الجنبية، فالكثير من سائقي الدرجات النارية والهوائية هم من الشباب الذين لا يعون سوى السعي وراء اللهو بعيدا عن التفكير في أخطار هذه الدراجات.
ويشار الى انه من البديهي على قائدي الدراجات أن يلتزموا بالسير في الجانب الأيمن للطريق، بل حذروا من السير فوق الرصيف، وعند وجود مسار مخصص لسير الدراجات، يجب أن يلتزموا به وألا يخرجوا عن حدوده إلا عند الضرورة، كما يطالبون بأن يسيروا فرادى الواحد خلف الآخر ما لم تقتضي الظروف غير ذلك، ويحظر عليهم الاستعانة بأية مركبة لجر دراجاتهم أو نقل أشخاص إلا إذا كانت الدراجة مجهزة لذلك. وهناك بعض السلوكيات الأخرى التي يأتي بها قائدو الدراجات مثل القيادة بتهور والإتيان بأفعال بهلوانية خطيرة أثناء القيادة على الطريق وإمساك الدراجة بيد واحدة أو عدم إمساكها أصلا.
رخصة قيادة هوائية
وطالب الكثير من المهتمين بالشأن المروري أهمية ترخيص الدراجات الهوائية ودعوا المسئولين إلى مناقشة أهمية ترخيص الدراجات الهوائية ومنح كل دراجة لوحة رقمية، إذ إن مخالفات هذه الدراجات كثيرة وتزداد يوما بعد يوم، مؤكدين أنه لا يجوز لأي شخص قيادة أية مركبة ميكانيكية على الطريق ما لم يكن حائزا على رخصة قيادة سارية المفعول وصادرة من سلطة الترخيص، تخوله حق قيادة نوع المركبة ذاتها التي يقودها، حتى تمنح قائدي هذه الدراجات القيادة الآمنة ونضمن عدم تعرضهم لحوادث مرورية قد تؤدي الى وفاتهم وحدوث مشكلات مرورية لبقية المركبات الأخرى، ولاشك أن المسئولين على دراية تامة بكل هذه الأمور. إن الدراجات بكل أنواعها تشكل خطرا جسيما على الحركة المرورية إذ إنها تتسبب في حدوث الكثير من الحوادث المرورية غير المحدودة العواقب سواء على قائدي هذه الدراجات أو قائدي المركبات الأخرى وحتى المشاة، إذ إن وقوع حادث ما بين دراجة وسيارة يعني إما قذف قائد الدراجة بقوة أمام المركبات الأخرى أو تحت إطاراتها أو على المارة، ما يعني مصرعه في الحال وإصابة الكثيرين وغالبا ما يكون السبب في هذه الحوادث المميتة، خطأ من قائد الدراجة، الذي لا يلتزم بالسير الصحيح في الجهة اليمنى من الطريق بل يسير في الجانب الأيسر مخالفا بذلك القانون المروري الذي يجهله كثير من قادة الدراجات الهوائية، ومن هنا نحتاج إلى قوانين صارمة في حق قائدي هذه المركبات (النارية والهوائية) للمحافظة على سلامة الجميع وعدم السماح بقيادة الدراجة النارية لمن هم دون الثامنة عشر عاما، وعدم قيادة الدراجة الهوائية لمن هم دون الخامسة عشر عاما. مع ضرورة إلزام قائدي الدراجات النارية بإنارتها ليلا ونهارا لضمان سلامتهم ورؤية المركبات الأخرى لهم في الطريق، وبالفعل نرى هناك خطوات ايجابية في هذا الشأن إلا انها غير كاملة أو لا تلقى التشديد المطلوب على مستخدمي هذا النوع، ما يجعل المخالفة دائما في ارتفاع.
كما انه لابد من إلزام الدراجات الهوائية بوضع أنوار من الأمام والخلف وفرض غرامة مالية على كل من يخالف ذلك، إذ إن كثيرا من الحوادث التي تكون الدراجات الهوائية طرفا فيها تقع نتيجة عدم رؤية قائد الشاحنة أو السيارة الدراجة الهوائية وخصوصا أثناء الليل إذ إنها غير مزودة بأجهزة إضاءة، ومن ثم فإن الحاجة أصبحت ملحة بفرض هذه الأجهزة على الدراجات الهوائية حفاظا على حياة قائديها.
إدارة المرور
ومصادرة المخالفين
وأكد بن دينه أن الإدارة العامة للمرور تقوم بحملات مصادرة للدراجات الهوائية والنارية التي لا تلتزم بالشروط والقوانين التي لابد أن تكون متوافرة فيها، إذ إن الإدارة تعمل على مصادرة كل الدراجات النارية التي لا تحمل لوحة رقمية كما تطالب بعض الجهات بألا تقتصر المصادرة على عدم وجود أرقام فقط بل تشمل سير المركبة على الطريق مع عدم وجود جهاز عادم الغازات أيضا، أو سيرها من دون فرامل أو عدم صلاحية فراملها، أو سيرها من دون أنوار كافية ليلا، وأن تمنع المركبة من الاستعمال وتحجز حتى يتم إصلاح عيوبها أو استكمال نواقصها، كما تحجز المركبة إذا وجدت على الطريق بقيادة شخص غير حائز على رخصة قيادة صالحة أو ترخيص لقيادتها ما لم يكن معفى من ذلك، كما تحجز إذا استعملت على الطريق بعد إجراء تغيرات جوهرية في هيكلها أو لونها من دون إبلاغ سلطة التراخيص بذلك.
على ألا نتخذ عملية مصادرة الدراجات المخالفة هدفا في حد ذاته، وإنما الهدف هو توعية الشباب وأولياء الأمور بأهمية الالتزام بالقانون حفاظا على أرواح أبناء المملكة.
أخطاء فادحة
واشار رئيس التوعية والإعلام المروري بالإدارة العامة للمرور إلى دور رجال المرور الذين يهتمون في المقام الأول بتوعية شبابنا الذين يقودون الدراجات النارية والهوائية، وتوجيههم الى الطريق الصحيح نحو أصول القيادة السليمة والآمنة، حفاظا على حياتهم أولا، إذ إن كثيرا منهم لا يألوا جهدا في سبيل العمل على مخالفة أنظمة المرور وقواعد السير، فمنهم من يخترق السيارات التي تنتظر إشارة المرور من دون أن يلقي أي اهتمام بخطورة ما يفعله، فهذه الأفعال قد تؤدي الى تعرضه للخطر بسبب عدم انتباه السائقين له وربما تكون النتيجة وخيمة وفادحة.
ومن واقع الحوادث المرورية التي تحدث لهذه الدراجات، دعا بن دينة أولياء الأمور الى توجيه أبنائهم الى ضرورة الالتزام بشروط القيادة وضرورة الحصول على رخصة لقيادة الدراجة النارية، وحمل بن دينه مسئولية الحوادث التي تتسبب بها الدرجات الهوائية إلى أولياء الأمور الذين لا يحكمون الرقابة على أبنائهم، مؤكدا أن القانون ينص على أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات يتحمل ولي الأمر المسئولية الكاملة في أي حادث يقعون فيه.
وعي الشباب
يقول أحد الشباب الذين يمارسون سواقة هذه الدرجات إنه يشعر بالمتعة في هذه الهواية وعندما يكون متضايقا أو حزينا فإن سواقة الدرجات النارية تذهب عنه هذا الشعور، ويؤكد هذا الشاب أنهم لا يسوقون دراجاتهم إلا بعد الساعة الثانية عشر ليلا حتى الصباح لخلو الشوارع من السيارات، كما انهم يقومون بإجراء بعض المنافسات بينهم في استعراض المهارات.
وفي لقاء مع أحد الشباب المواطنين يقول سلمان حسن إن هناك الكثير من الشباب يقبلون على القيادة بتهور كبير ولا يلقون بالا للناس أو السيارات الأخرى وهو شيء محزن ومخيف ونتمنى أن يبتعد شبابنا عنه حفاظا على حياتهم ومن اجل مستقبل بلدنا الغالي
العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ