نالت طالبتان من قسم الهندسة المدنية والمعمارية بكلية الهندسة في جامعة البحرين، جائزة أفضل مشروع مقدم لتصميم قرية سياحية تربط بيت الشيخ عيسى بن علي وبيت سيادي بمنطقة المحرق المطروحة من قبل قطاع الثقافة والفنون والتراث الوطني التابع لوزارة الاعلام، إذ تنافس على الجائزة أكثر من 22 مشروعا، وكرمت الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والفنون والتراث الوطني الشيخة مي الخليفة الطالبتين الفائزتين وهما ضحى المدحوب، وفاطمة درويش. والتقتهما رئيسة الجامعة مريم بنت حسن آل خليفة حديثا مشيدة بجهدها المتميز في إعداد مشروعيهما، ما يدعم الثقة في مخرجات جامعة البحرين، ويجعلها مؤهله بجدارة في المساهمة في التنمية الحضرية للمملكة.
وقالت الطالبة ضحى المدحوب إنه بناء على التعاون القائم بين جامعة البحرين وقطاع الثقافة والفنون كلفنا بالدخول في هذه المسابقة التي تنافس فيها 22 مشروعا، وقد كانت المنافسة شديدة جدا، ومن ثم تحديا كبيرا بين الطلبة، فكل واحد منا حاول ان يجند كل طاقاته وابداعاته في هذا المشروع الذي يثير السياحة في المملكة، وفي الوقت نفسه يهدف الى إعادة احياء التراث الوطني.
وعن طبيعة المشروع، قالت ضحى إن فكرة المشروع تتلخص في تصميم منزل قديم يتألف من أقسام ومرافق عدة، وظفت فيه معطيات معمارية تراثية كالحوش والدهاليز المستخدمة في الحارات قديما. وتعرضت ضحى إلى المراحل التي سبقت ظهور المشروع بصورته النهائية. وأضافت: أعددت دراسة مسبقة للمشروع تمثلت في زيارة مدينة المحرق بالاضافة إلى جمع عناصر معمارية كانت تستخدم قديما في البحرين مثل الأحواش والطوب القديم والأبواب القديمة، كما ضمنت المشروع سوقا شعبية صممت فيه المحلات بصورة تراثية قديمة. وتتابع: أعتقد ان ما ميز مشروعي هو استخدام الواجهات بحيث مزجت القديم بالحديث، كما استخدمت المشربيات في المطاعم بصورة مميزة تختلف عن الطابع القديم إذ اتخذت المشربيات شكلا دائريا الجزء الأعلى مصنوع من الخشب بينما الأسفل من الزجاج. وتحد المنزل ثلاثة مداخل رئيسة كل مدخل له بوابة خاصة، وصممت كل بوابة ليتوافر فيها عنصر الجذب.
وتورد ضحى باعتبارها متخصصة في الهندسة المعمارية رأيها في العمارة الموجودة حاليا في المملكة وتقول في الآونة الأخيرة ابتعدت البحرين عن العمارة التقليدية التي تعبر عن اصالتنا، واتجهت إلى العمارة الغربية، ولكنني المس في الوقت الراهن رغبة قوية في العودة إلى جذور العمارة القديمة التي تعبر عن طبيعتنا وتتلاءم في الوقت نفسه مع عاداتنا وتقاليدنا، وأنا من مؤيدي هذا التوجه، وأحاول ان أرسخه في مجتمعنا. وعن التكريم تقول ضحى إن هذا التكريم يعد لفتة كريمة من قبل قطاع الثقافة والفنون والتراث الوطني، لتشجيعنا على الانتاج والابداع في مجال العمارة البحرينية وفي الوقت نفسه تنمية السياحة في المملكة وابراز هويتها، لأن مثل هذه المسابقات من شأنها شحذ طاقاتنا وجهودنا لملاحقة الأفضل. ومن ثم للمساهمة في النقلة النوعية التي تعيشها المملكة في عهد الاصلاح.
وعن المستوى الاكاديمي لجامعة البحرين قالت ضحى ان هناك نقصا في الامكانات الموجودة في الجامعة، وخصوصا تلك التي تتعلق بتجهيز الورش الهندسية فالهندسة المعمارية تتطلب وجود ورش مجهزة بأحدث البرامج المتعلقة بالتصميم على جهاز الحاسوب، كما أن بعض المقررات الدراسية تحوي تناقضا في المتطلبات التي تحدد الاجتياز النهائي فيها وخصوصا فيما يتعلق بمواد التصاميم. وتختتم ضحى لقاءها بتوجيه شكرها للمشرف على المشروع مصطفى حموش، ولقطاع الثقافة والفنون والتراث الوطني، ولجامعة البحرين التي هيأت لها فرصة المشاركة الهادفة في هذه المسابقة.
أما الطالبة فاطمة درويش قالت إن مشاركتي في هذه المسابقة التي نظمها قطاع الثقافة والفنون شكلت مفصلا مهما في حياتي، إذ إنها حفزت كل طاقاتي للخروج بتصميم لمشروع ثقافي وسياحي في الآن نفسه، وظفت فيه إمكاناتي وجهودي، وجاءت النتيجة مرضية بالنسبة إلي وخصوصا أنني تنافست مع عدد لا بأس به من المشروعات مع زملائي، وتضيف فاطمة: في فترة الاعداد للمشروع حصلت على مفارقة جميلة بيننا - نحن الطلبة - فعلى رغم اننا جميعا كنا نعيش حال منافسة شريفة فإننا لم نكن نبخل على بعضنا بالنصيحة وإبداء الآراء والمقترحات.
وترى فاطمة أن ما أهل مشروعها للفوز هو استخدام عنصر الماء كرابط بين بيت الشيخ عيسى بن علي وبيت سيادي، وتوظيفه بصورة مبتكرة، إذ شكل ذلك - في رأيي - عملا حاسما في فوزي، ففي بادئ الأمر انتقدت من قبل الجميع على جرأتي في استخدام هذا العنصر الذي مثل لي تحديا دفعني إلى الانطلاق قدما في المشروع، والسبب الذي دعاني إلى الاصرار في توظيفه في المشروع بوصفه عنصرا اساسيا، هو أنه يشكل بصورة عامة عنصر جذب، إذ يدفع الماء لدى المرء الفضول كي يتتبعه، ومن ثم ينقله إلى جانب آخر من المبنى، وأشارت فاطمة إلى المصادر التي اعتمدتها اثناء الاعداد للمشروع قائلة قمت بزيارة استطلاعية لمدينة المحرق، وأخذت أتأمل فيها الأحياء القديمة لأكون صورة مبدئية وليكون تصميمي متلائما وطبيعة المدينة.
وقالت فاطمة إن المناهج الدراسية تفتقد إلى الحس المعماري مقارنة بالمقررات الغربية، فالطالب لا يشعر فيها بمتعة ولا يستثار فيه حس الابداع والتميز، كما أن التكنولوجيا قلما يتم توظيفها في عملية التصميم، اتمنى على الاساتذة ألا يحدوا من تفكير الطالب، ولا يضعوا العوائق والصعوبات أمام كل جديد يطرحه طلبتهم
العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ