العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ

نظامنا التعليمي مهمته خلق الإنسان الواعي وليس الموظف

المصلي بعد زيارته لليابان:

أشار مدير مدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية للبنين جعفر محمد المصلي إلى ضرورة تقوية النظام التعليمي في البحرين لخلق الإنسان الواعي في المجتمع والابتعاد عن إنتاج الموظف. مؤكدا تعزيز مهارات التعلم الذاتي للطلبة ومتابعة الدراسات التربوية الأحدث في العالم أسوة بتجربة اليابان في نظامها التعليمي الشامل. وكان المصلي قد شارك في زيارة لليابان أخيرا نظمتها السفارة اليابانية ضمن برنامج التبادل التعليمي الذي تعده كل سنتين والهادف إلى التبادل المعرفي عن الأنظمة التعليمية في اليابان وغيرها من دول العالم.

وقال المصلي في لقاء مع الصحافة المحلية عقدته السفارة اليابانية صباح أمس إنه سيقوم بإعداد تقرير مفصل عن الزيارة ورفعه إلى المسئولين في وزارة التربية والتعليم متضمنا أهم مميزات النظام التعليمي هناك والتي يمكن تطبيقها في البحرين. وكانت السفارة قد أعدت البرنامج للمدرسين والمدرسين الأوائل في المدارس الثانوية حول العالم وتم اختيار المصلي ممثلا عن المملكة في الزيارة التي استمرت في الفترة من 18 يونيو/حزيران إلى 2 يوليو/تموز الجاري. وشارك في البرنامج حوالي 217 من مدرسي المدارس الثانوية من أكثر من 88 دولة حول العالم شاركت هذا العام، إذ يهدف إلى إتاحة الفرصة للتبادل الثقافي بين اليابان وغيرها من الدول حول العالم. واستغرقت الزيارة 15 يوما اشتملت على برنامج من المحاضرات عن التعليم الياباني من قبل متخصصين في التعليم ومسئولي وزارة التعليم اليابانية، إلى جانب عدد من الرحلات في بعض المؤسسات التعليمية في كل من مدن طوكيو وهيروشيما وكيوتو.

وقال المصلي إن أهم ما لفت نظره في النظام التعليمي في اليابان أنه شامل ومتكامل في مواقع مختلفة ولا يقتصر فقط على المدارس. مشيرا إلى أن كلا من المتاحف والمعاهد والمصانع تتبع نظاما بالغ الدقة والتنظيم يساهم في دعم العملية التعليمية في اليابان. مشيرا إلى برنامج الزيارات الميدانية إلى المتاحف العلمية والصناعية والتاريخية والتي تحمل في مجملها طابعا تعليميا لطلبة المدارس الذين يقومون بزيارات دورية لها. وأوضح المصلي أن اطلاعه على النظام التعليمي هناك بين بشكل واضح تطبيق مبدأ تعلم كيف تتعلم إذ ان كل المواقع تساعد المشاهد على التعلم وتدفعه إليه دفعا. وأشار المصلي أيضا إلى الجانب الاجتماعي في الزيارة التي قسم من خلاله المشاركون إلى مجموعات تقضي فيه كل مجموعة يوما مع أسرة يابانية للتعرف على العادات والتقاليد اليابانية وطرق المعيشة بين اليابانيين. وتحدث المصلي أيضا عن زيارتهم لبعض المؤسسات الصناعية في اليابان والتي لاحظ فيها الدقة وتقسيم العمل بشكل كبير، ناهيك عن الالتزام بالوقت وحب العمل، مشيدا بالصناعات الدقيقة فائقة التطور التي يعمل في أحد مصانعها رجال آليون لإنتاج الرجل الآلي (الروبوت)، وبالاهتمام بالطبيعة التي لم تبين أي تلوث يذكر حتى وسط المدينة التي تزدحم بالسكان. وأوضح المصلي أن مقابلته لمسئولي التربية والتعليم في اليابان بينت تركيزهم على مراقبة أي تطور في الدراسات أو البحوث العالمية في مجال التربية والتعليم والتي يقتنصها اليابانيون في الحال، فيما يقومون بتطويعها فيما بعد على أساس ثقافاتهم المحلية. وردا على سؤال «الوسط» عن مقارنة الوضع التعليمي بين البحرين واليابان قال المصلي إن البحرين تتمتع بميزة مهمة كونها مجتمعا صغيرا ولذلك يمكن تطبيق أي نموذج تعليمي جديد فيها بسهولة، إلا أنه أكد حاجة النظام التعليمي إلى مزيد من التنسيق بين المؤسسات المعنية بالشأن التعليمي مثل المتحف والمدارس والمعاهد ووزارة التربية والتعليم، إذ إن الهدف هو خلق إنسان متعلم متفاعل مع المجتمع وليس خلق موظف وهو المفهوم الذي ابتعد عنه النظام التعليمي في البحرين قليلا. وعن المشكلات التعليمية في النظامين أشار إلى أنهما متشابهان كثيرا، مضيفا أن غالبية الأنظمة التعليمية في العالم تعاني من المشكلات نفسها تقريبا مع فارق المجتمع وهي تضخم عدد الطلبة وقلة الموارد المخصصة للتعليم. وفي الوقت ذاته أكد المصلي أن الانفتاح على الثقافة الغربية لم يعق اليابان من الحفاظ على هويتها المحلية، إذ انها تنظم برامج لبعثات تبادلية مع جميع دول العالم وتسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، إلا أنها تتبنى استراتيجية انتقائية تتواءم مع ثقافتها الأصلية

العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً