من النادر ان تحظى مباني متاحفنا باهتمام ذي حس فني كالذي حظي به في الاونة الاخيرة متحف البحرين الوطني الذي صمم بطريقة مبتكرة منذ سنوات طويلة. فاللمسات الفنية والجديدة جلية في الوقت الجاري خصوصا فيما يتعلق بانتاجية الحركة الابداعية المختلفة في البحرين.
فالاعمال المعروضة تنطق بخصوصيتها البحرينية كالعمل الذي يراه الزائر عند مدخل المتحف والذي نفذه الفنان البحريني خالد فرحان تحت عنوان «الاسطورة» .
تلك الاعمال - مثلا - كانت منسية لسنوات قد تكون لاسباب منها غياب الحس الفني والوعي الكافي لاستيعاب مثل هذه الاعمال لمن كانوا يمسكون بزمام الامور في السنوات الماضية.
لكن طريقة عرضها اليوم في المتحف الوطني في اسلوب عصري لهي بداية جادة لا براز المواهب المحلية بصورة تنقل لنا ما يدور على الساحة الفنية في البحرين. لانه قلما وجدت مثل هذه الاعمال مكانا يحتضنها ويتبناها كعمل الفرحان مثلا.
والتغيير لم يقتصر على هذه الاجزاء من المتحف بل انتقل الى باقي الاقسام الاخرى بما فيها المقهى الذي كان مهملا لسنوات طويلة والذي يلبس الان ثوب فن التصميم الحديث في عرض فنتازي رائع، متناثرة في جوانبه كتب تحكي عن حضارات البلاد القديمة من دلمون الى حكايات وصور المباني التراثية في المحرق اضافة الى كتب الفن والحركة التشكيلية في البحرين واثرها اقليميا ودوليا.
ان العرض المبتكر المطروح في أروقة المتحف باختلافها هو الصورة المتعارف عليها في متاحف العالم العريقة التي لطالما حافظت على هويتها وقدمت فنا وعلما بصورة لا تخلو من الابداع والتقدير ليد الفنان الذي صنعها
العدد 315 - الخميس 17 يوليو 2003م الموافق 17 جمادى الأولى 1424هـ