مع اقتراب يوم العاشر من المحرم، انتشرت على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية إلى كربلاء عشرات الخيم لاستقبال الوافدين الذين وصل معظمهم سيرا على الأقدام، وتقدّم لهم الطعام والماء ويستريحون من عناء المسافة.
واتشحت مباني المدينة بالسواد، وتعلو أصوات الطبول والأذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد واقعة الطف، حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين وغالبية أفراد عائلته العام 680م. كما انتشرت في شوارع المدينة عشرات المواكب التي احتشد حولها رجال يرتدون ملابس سوداء ويمارسون طقوس العزاء، على وقع أقوال حزينة. ووقفت مئات النسوة يرتدين ملابس سوداء على جنبات الطريق لمشاهدة المواكب. وتسير مواكب من الشبان في خطين متوازيين بينما يردّد أحدهم قصائد تروي مشاهد الموقعة.
وفي هذا العام، اختلطت ملصقات الدعاية الانتخابية بأعلام ولافتات الحزن على جدران المدينة المتشحة بالسواد. ويرى المسئول عن أحد المواكب أبوعباس (44 عاما) أن «جميع الزوار يشعرون بسعادة لأداء مراسم الزيارة لأنه يجب الوفاء لشهيد الإسلام الأكبر»، في إشارة للحسين حفيد النبي.
وقالت أم محمد (33 عاما) التي وصلت من القطيف في السعودية برفقة زوجها، لزيارة المدينة للمرة الأولى: «أشعر بسعادة كبيرة وكأنني في حلم هنا في كربلاء». وتابعت والدموع تنهمر من عينيها: «أحاول المشاركة بكل شيء، حضور المحاضرات ومتابعة المواكب، وأتمنى ألا يفوتني شيء».
من جانبه، قال كولام عباس (53 عاما) الذي وصل من مدغشقر: «جئت برفقة 25 شخصا لزيارة كربلاء، وأتولى إدارة أمورهم لأنني أزور المدينة للمرة الرابعة». ويضيف عباس الذي زار كربلاء للمرة الأولى في 1997: «إن أوضاع المدينة تغيرت، وأشعر بحرية أكبر الآن».
بدوره، قال خورشيد أخور (50 عاما) من باكستان: «أحلم منذ طفولتي بزيارة كربلاء، وقد تحقّق حلمي اليوم»، فيما أكد زميله عاصم عباس (25 عاما) أن وجوده قرب مرقد الإمام الحسين شبيه بـ «الجنة التي أحلم بالوصول إليها». أما الإيراني صادق حسين، وهو في الأربعينيات، فقال: «إن الوقوف عند مرقد الإمام الحسين في ذكرى عاشوراء هو أكبر شيء تمنيته طوال حياتي».
وقال سيدعلي نقوي (33 عاما) بريطاني من أصل إيراني: «كنت أسمع بمواكب عاشوراء ومجالس العزاء وأخيرا رأيتها. وقد أحسست الآن بأهمية المكان وقدسية الوقوف في مرقد الإمام الحسين».
أما العماني غازي غريب الحسيني (22 عاما) الذي يرتدي دشداشة تقليدية سوداء فقال: «أتمنى حضور مراسم عاشوراء كل عام».
العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ