العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ

الحسين حاضر في أحاديثنا ونربي أبناءنا على خلقه وشجاعته

في ثاني زيارة له خلال عاشوراء... القس الطعمي يزور مأتم سار ويؤكد: // البحرين

أكد وكيل مطران الخليج العربي القس أفرام الطعمي أنّهم دائما ما يذكرون الشخصيات التاريخية والدينية، والتي من بينها الإمام الحسين (ع)، إذ يقومون بتناول تلك الشخصيات ويتحدثون عنها في لقاءاتهم، موضحا قيامهم بتعليم أبنائهم المسيحيين التعايش والتسامح الذي كانت تلك الشخصيات تتمتع به.

وقال الطعمي على هامش زيارته لمأتم سار الكبير مساء أمس الأول (الإثنين): «إننا في الكنيسة لدينا نصوص نقرأها وصلوات خاصة حول الإنجيل، ولا نذكر الإمام الحسين داخل الكنسية، لكن في كثير من الأحيان تصبح أحاديثنا خارج الكنيسة عن شخصيات دينية مقدسة كالحسين، إذ يتم ذلك بشيء من الإيجابية وتبيان أهميتها».

وعن الرسالة التي يودون إيصالها من خلال زياراتهم للمآتم والتجمعات في موسم عاشوراء، أوضح وكيل مطران الخليج العربي أن هذه الزيارات تعد امتدادا للقاءات جرت بين مجمل الديانات والطوائف في البحرين، إذ هي سياق يجسد من خلاله قيم التعايش الذي ولد الإنسان عليها.

وأكد الطعمي أنّ المحبة والقبول بالطرف الآخر يدل على التعايش والنمو الفكري في البحرين، لافتا إلى أنهم سيستمرون في مثل هذه اللقاءات التي تعزز الوحدة، وخصوصا في أيام المناسبات الدينية والأعياد.

وكشف القسّ عن محاولات لطباعة كتيبات ومنشورات تدعّم الألفة والمحبة بين الطوائف، معبرا في الوقت ذاته عن سعادته وفرحه للقبول والترحيب الذي حظي به في اللقاء الثاني له خلال الموسم، إذ سبق له التحدث في خيمة جمعية التوعية الإسلامية مساء الأحد الماضي، في ندوة بعنوان «الحسين رمز التسامح الديني»، والتي حضرها عدد من علماء الدين بمختلف الطوائف والأديان.

وفي كلمته التي ألقاها أمام الحضور بمأتم سار، قال إنّ هناك شهادة تتميّز عن كل أنواع الشهادات «الكلمة»، «الدم» و»الحياة»، وذلك لكونها شهادة على الحياة نفسها، وعلى الظلم، إذ لم يستطع أحد تقديمها إلا قلة قليلة، وأوضح أن هذه الشهادة كانت لمقدمها حجة على العالم كله، بأنه وبظلمه ما استطاع أن يوقف فكره أو نهجه أي ظلم أو حقد أو طاغية.

وأوضح الطعمي أن هذه الشهادة هي التي قدمها المسيح بالصليب مواجها بها أبناء صهيون، وناعتا إياهم بقتلة الأنبياء، مضيفا أن الشهادة الأخرى قدمها الحسين في كربلاء، بوجوده ودمه وحياته، فشهد بدمه في محكمة التاريع على شاطئ الفرات.

وأكد الطعمي أن «هاتين الشهادتين تركتا للأجيال كلها قيم الحياة والشهادة والخلود، أن هاتين الشخصيتين أثبتتا أن الإنسان ومهما قوي جبروته وظلمه لا يستطيع أن يقوى على الخلق»، مشيرا إلى «أن النور دائما يضيء والظلمة لا مكان لها».

وأردف «شهادتان صارتا مدرستين إلهيتين للبشرية، تهزان التاريخ وتحركان الحياة، وعليهما أن يوحدانا وتجمعانا في تعايش وتسامح متحاب، لنقوى بهذا العيش المشترك على الظالمين والمعتدين والأشرار».

وتطرق القسّ الطعمي إلى ما يجري في فلسطين قائلا: «لا الأخلاق ولا القيم ولا المبادئ الدينية والإنسانية تستطيع أن تقبل ما يجري في فلسطين، من مذابح وقتل وتدمير وتشريد». وأضاف «علينا أن نتعاضد بوجه هذا الظلم ونتحد لمواجهة هذا العدو الصهيوني، وكل واحدٍ منّا عليه أن يشهد بحسب مقدرته، سواء أكان بالكلمة أم بالحياة أم بالدم لهذه المجزرة».

العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً