سطع وجه نجم الشاشة العالمية حديثا وزير الإعلام العراقي السابق في نظام صدام المخلوع محمد سعيد الصحاف، بعد غياب دام أكثر من ثلاثة أشهر ابان سقوط بغداد في التاسع من أبريل /نيسان من العام الجاري واجتياح قوات الأنجلو أميركية قلب بلاد الرافدين. تلك الشخصية التي استقطبت اهتمام الرأي العام العربي والعالمي على حد سواء. حتى كان محط انتظار يستقصي منه المشاهد نكته؛ وطرافة المواقف التي يزعمها في أرض الواقع من عدم وجودها وتصريحاته المفخخة التي كانت بمثابة قنبلة يسرب غازها النفاث في وجه العدو حتى تمتلئ الأفواه ضحكا من قوة وشدة عنفوان هجومه المتستر بعباءة الإقدام والجرأة على حساب الخوف من رئيسه صدام ذلك التحول سرعان ما انقشع أمام ظهوره على شاشة تلفزيون «محطة أبوظبي الفضائية» و«العربية» حتى بان المشيب تتجلى معالمه من رأس أبي الخضوع والمذلة لحياة أشبه بالعدم من الوجود في حياة أبخست قول الحق لتلك المذلات المستفحلة أثناء نظام صدام وجرائم الإبادة الجماعية التي انتهكت ضد المواطن العراقي والقبور الجماعية.
وغادر الصحاف دياره التي بصمت له بحياة نكراء أمام جثث قتلت وقطعت على أرض الطهر متوجها إلى مدينة أبوظبي الذي قال في تصريح مقتضب خصت به «قناة أبوظبي» انه غادر بغداد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، معربا عن أمله بان «يستطيع» العودة إلى بغداد وإنه «في انتظار عودة محتملة ذات يوم إلى بلاده».
وتابع «أغادر بغداد إلى بلدي الثاني دولة الإمارات وأمور كثيرة تتصارع في البال والضمير والفكر. ولكن عزائي ان يكون الإنسان متفائلا ويتمسك بالإيمان وينحاز كليا إلى الحقيقة».
ختام الحقيقة التي أنهى بها خطابه كيف ستتجلى في الأيام المقبلة وبقاءه في وطنه الآخر الأمارات أهو نسيان الماضي وجرائم ضد الشعب العراقي أم حملات معارضة تنتقص من شأن ذلك الصحاف التي أصحف عقول العالم بترهلات وأحجيات قصصية لا تمس الواقع من أصلة أم مهنة يزاولها تكون بعيدة عن مجال السياسة التي حرفوها وقللوا من قيمتها إلى حرفة تكون من صميم ما أختلق به فكرهم المترف بالمال وأعمال التجارة ، المستقبل هو من ينبئنا ويقطع الشك باليقين فلننتظر الوجه الآخر للصحاف
العدد 313 - الثلثاء 15 يوليو 2003م الموافق 15 جمادى الأولى 1424هـ