نحن العرب نحسب أن الله اختصنا بخصائص لم يختص بها غيرنا، فأصبح الواحد منا يحمل ثلاثة أو أربعة ألقاب وظيفية تسبق اسمه، تشير إلى أن صاحبها يعمل في المجالات كافة ويلعب أدوارا مهمة في أكثر من الجوانب التي تهم المجتمع وتتعدد اهتماماته في الوزارة، وفي النادي الرياضي، وفي الجمعية الخيرية، فتغيرت نظرة المجتمع إلى العمل التطوعي والنشاط الخاص وأصبحت عضوية الأفراد في الجمعيات الخيرية والأندية الثقافية والرياضية مظهرا اجتماعيا ليس إلا، خدمة للأغراض الخاصة، التجارية وغيرها، وفي الغالب نجد مثل هؤلاء الناس غير موفقين في أي من هذه الجوانب التي يشغلون أنفسهم بها.
الإنسان في الغرب لا يعمل في أكثر من مجال ويعمل في تخصصه الذي اختاره بمحض إرادته لم ينطلق في ذلك من منطلقات (الشوفينية) أو (الذاتية) الضيقة بل إيمانا منه بأهمية التخصص والتفرد في مجال واحد حتى ينفع أمته ووطنه بشكل أكثر فاعلية في عصر الصراع من اجل البقاء...!! نحن محتاجون إلى صياغة جديدة لذاتنا من خلال الاهتمام بطلابنا وطالباتنا لأنهم أهم ركائز التنمية بحيث لا نجعلهم يركنون إلى الكسل أو العشوائية في اختيار التخصص، بل علينا ان نجتهد معهم في ان يعنوا باتخاذ قرارات واعية بشأن مساراتهم التعليمية والتخصصات التي يتجهون إليها فتأتي اختياراتهم متوافقة مع متطلبات سوق العمل المستقبلي يراعى فيها التنوع في التخصص الدراسي ولا نقضي بذلك على معضلة بطالة الخريجين فحسب بل نتجاوز بهم أمراضنا المجتمعية والثقافية
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 311 - الأحد 13 يوليو 2003م الموافق 13 جمادى الأولى 1424هـ