اقتحمت القوات الاميركية في مدينة «الفلوجة» غرب بغداد بيت الشيخ حسين بحثا عن ابنه صدام، بعد ان زُف الاخير في حفل للعرس شارك فيه عدد كبير من أهله واصدقائه ومعارفه، وقاموا بواجب التقاليد الريفية العراقية باطلاق الرصاص في الجو، وترديد الاهازيج والاغاني التي تمجد «صدام حسين».

وعلى ضوء ما يجري من اطلاق النار والهتاف بحياة صدام حسين، تدخلت القوات الاميركية وحاصرت الحفل واقتحمت بعض البيوت بحثا عن السلاح وعن «صدام حسين»، وكان من بين البيوت المقتحمة بيت العريس «صدام حسين» فاعتقلته القوات الاميركية مع عدد من الشباب واقتادته إلى مكان مجهول، وقامت بتفتيش تلك البيوت ما ادى إلى تخريب بعضها. وقد عبر والد العريس بان المقصود بالاغاني والاهازيج والهتافات ليس «صدام حسين» الرئيس وانما صدام حسين «العريس» اي الابن، وقال إن الأميركان يحاسبون إبني على اسمه ولكن كيف سيتصرفون مع «الصدامات» سالأخرى من الأسماء؟

ويبدو ان المشكلة التي ستواجه الكثير من الاشخاص الذين يحملون اسم «صدام» ستضعهم في حال من التعقيدات، وخصوصا في العلاقة مع الآخرين من المواطنين الذين تعرضوا إلى انتهاكات كثيرة على يد الرئيس صدام حسين أو مع بعض الذين فقدوا ذويهم في فترة حكمه ووجدوا في المقابر الجماعية او مع المؤسسات الرسمية التي ستدار من قبل الادارة الاميركية في العراق والتي ستستعين باشخاص قد لا يتحملون سماع اسم «صدام» في اثناء المراجعات العادية.

السؤال الذي يحمل الكثير من الاستفهام هو ان اسم «صدام» إنما ينسحب على جيل أوجيلين من الشباب والذي أصبح عمر الشريحة الاولى منه حوالي ثلاثين عاما أو يزيد. وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا الجيل او عداه من الاجيال الادنى التي تسمت باسم «صدام» فهل تبدأ مرحلة اعادة النظر في الاسماء او دفع هؤلاء الاشخاص باتجاه تبديل اسمائهم إلى اسماء اخرى أو حذف بعض الاحرف منه، مثل الحرف الاخير ليصبح الاسم «صدا» أو تبديل احرف اخرى مثل الحرف «ص» بالحرف «هـ» ليصبح «هدام»؟ وهنا ستكون النتيجة في غاية البشاعة إذ اسم «هدام» يكون في هذه الحال اكثر ترويعا من اسم «صدام»