بعد كتابة مقال «لماذا

لا ننشئ مؤسسة خيرية تعنى بدعم الطلبة الفقراء ماديا لتكملة دراستهم في الجامعة» كانت ردود الفعل طيبة وإيجابية من قبل كثير من الناس، فوصلتني اتصالات كثيرة تطالبني بالإسراع في بدء المشروع كي يقوموا بالمشاركة والمساهمة في هذه المؤسسة المرتقبة. وجميع من هاتفني طلب كتابة اسمه من أجل المساهمة ماديا في ذلك.

رد الفعل كان إيجابيا، شعرت من خلاله بأن أهل البحرين مازالوا فعلا على طيبتهم واستعدادهم الدائم لدعم الفقراء من أبنائنا، كما قام بالاتصال أحد التجار إذ أبدى استعداده هو ومجموعة من التجار للعمل في سبيل إنجاح المشروع، وكلهم قالوا: نريد أن نساعد كل مواطن فقير كي يمتلك طموح مواصلة الدراسة الجامعية.

طبعا، المشروع مهم وستكون له آليات وستبدأ مرحلة تفعيل الآليات الأولية وترسيخ البنية التحتية وخطة العمل في نهاية العطلة الصيفية.

الناس طبعا سعدوا كثيرا بفكرة المشروع لما تنطوي عليه من بعد وطني وإنساني وعلمي أيضا. كانت مناظر الطلبة الفقراء تؤلم كل غيور إذ رأى الكثير من الناس كيف تسرب الكثير من أبنائنا من الجامعة لعدم قدرتهم على دفع الرسوم وخصوصا في السنوات الماضية وكيف انكسر هؤلاء الجامعيون والتحق البعض منهم بحثا عن لقمة العيش بالعمل في محطة بنزين هنا أو بائع في مجمع هناك.

إذا استطعنا أن نوصل هذا المشروع إلى حيث النور والتفعيل على الأرض لننتشل أكبر عدد من المحرومين من مواصلة التعليم في الجامعة فإننا سنحقق ـ باعتبارنا مواطنين ـ مكسبا وطنيا كبيرا يذهب نفعه إلى ما فيه خير للفقراء من المواطنين.

إن أكبر خدمة إنسانية يقدمها الإنسان في حياته عندما يعمد إلى إغاثة ملهوف أو يمسح دمعة يتيم أو يحيي روحا ضائعة، وأعظم خدمة هي الارتقاء بالبشر إلى حيث المعرفة والعلم.

يصدم ضمير الإنسان عندما يرى مشاهد لشبابٍ لم يحالفهم الحظ ولم تسعفهم الحياة فكان الفقر لهم بالمرصاد في إكمال دراستهم. فكثير من أبنائنا أقعدهم الفقر عن بلوغ المرامي والوصول إلى علياء العلم وكان الكثير منهم مقتنعا بقول المتنبي عندما قال:

إذا غامرت في شرم مروم

فلا تقنع بما دون النجوم

كثيرون هم المقتنعون بمواقع النجوم، ولكن الفقر والجوع والحرمان يحول دون ذلك. ولكن، لأهل الخير أكثر من إضاءة وشمعة لمثل هؤلاء