اختتم الرئيس الاميركي جورج بوش «الابن» زيارة تاريخية لافريقيا ركز خلالها، وفي كل محادثاته التي أجراها مع كبار زعماء القارة، على نقطتين تمثلان النظرة الاميركية للكون في مطلع القرن الجديد: حرية التجارة والديمقراطية، وتلك النظرة لا يمكن وصفها بالسوء لأننا نعيش عصر الحريات.
وان كانت القارة الموبوءة بالحروب الأهلية والكوارث الطبيعية والأمراض المستوطنة والتخلف المريع، ظلت على هامش الاهتمامات الكونية لسنوات وسنوات، إلا أن التفاتة بوش تحمل بعض البشارات، لاسيما وان إفريقيا في أمسّ الحاجة إلى الشفافية وسيادة حكم القانون والحريات العامة واحترام حقوق الإنسان ومن بعد الحكم الرشيد لتبدأ مشوار الصعود إلى قاطرة العصر الذي هي فيه وخارجه في آن، ذلك لأن إفريقيا عرفت ولعشرات السنين أبشع أنواع الدكتاتوريات والحكم المطلق.
والآن في عصر حرية التجارة وحرية الناس ربما ان الأوان لتأخذ إفريقيا مكانتها التي تستحق تحت شمس الكون الفسيح وتستمتع بدفئها، عبر اتفاقات تجارية تفضيلية تتيح لاقتصادها أن ينمو وتجارتها أن تزدهر وإنسانها أن يضع قدما على ارض يحترم فيها الإنسان ويكرم، ويخرج من دائرة الإغاثات والمساعدات والمنح، ليدخل عهد التجارة بكل ما تعني من عطاء مشفوع بأخذ وفق قوانين تحترم ما تملك بقدر ما تحترم ما تحتاج
العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ