هذه الأيام تضج ساحات الفكر الخليجية عموما والبحرينية خصوصا بالمؤتمرات والمنتديات والحوارات الفكرية والسياسية والثقافية وتتناول أهم قضايا الساعة الملحة وتقوم الصحافة بدورها في نشر ناتج هذه المؤتمرات وتداعياتها وردود الفعل الناتجة عن الاطروحات التي قدمت فيها، وهذه ظواهر حميدة وتلعب دورا كبيرا في إثراء ثقافة الإنسان الخليجي الذي يوصم في الكثير من المجتمعات بنعوت غير حميدة مثل استهلاكي و«مادي» وسطحي وما الى ذلك، هذه المؤتمرات وهذا النشاط الفكري الكبير يساهم بشكل أو آخر في خلق واقع جديد، من شأنه ان يغير الصورة التي ارتسمت في أذهان الآخرين، ولو أن الصحوة الفكرية هذه والثقافية جاءت متأخرة إلا أنها في القريب العاجل ستوجد جيلا جديدا مسلحا بالمعرفة وان لم تكن هذه المعرفة أكاديمية بحتة، من الفكر ينطلق الرأي فيثري ساحات العمل ومجالات البناء ويمنح أهل الميدان خبرات أوسع ورؤى أشمل هي حصاد علم أو معرفة، وخلاصة تجارب وممارسات قد تمتد لسنوات وسنوات. فالندوة التي أقامها مركز جولد مارك للدراسات الاستراتيجية بمشاركة صحيفة «الوسط» والمعهد الديمقراطي الوطني للشئون الدولية (NDI) بادرة جيدة للغاية فإذا تكرر مثل هذا النوع من الندوات تشكلت الأفكار والموضوعات التي تطرحها مع التركيز على الجوانب التي تساهم ليس في تشكيل الوعي فحسب بل في خلق إحساس بالتفاؤل والأمل في الغد المشرق لدى الإنسان البحريني ومن حسن الفأل أن الأسس الحضارية متوافرة في أرض وإنسان البحرين، ولكنها تحتاج إلى من ينفض عنها غبار الزمن ويتابع البناء الأقوى