تبوؤ البحرين للمرتبة الأولى عربيا في تقرير التنمية البشرية الدولي و37 عالميا اعتمد كما جاء في التقرير على ثلاثة عوامل اساسية تتعلق بالصحة والتعليم ونصيب دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي، ومنذ ان صدر التقرير في الاسبوع الماضي والجدل يحتدم عن مدى واقعية هذه العوامل التي تقدمت فيها البحرين على الدول العربية، وتحديدا العامل الثالث منها، والذي يقيس مستوى الفقر والثراء بالنسبة إلى الافراد في الدولة.

وعودة إلى طبيعة هذا المعيار نجد ان ما تفعله الجهة التي تقيس به هو أنها تأخذ الناتج المحلي الاجمالي في السنة موضع القياس وتقسمه على عدد السكان في تلك السنة، وبالتالي يتم استنتاج دخل الفرد في تلك السنة، وبناء عليه فقد وجد خبراء الأمم المتحدة الذين وضعوا التقرير ان دخل الفرد البحريني هو 12 دولارا في اليوم او 136 دينارا في الشهر، وبما ان الفقير هو ما يقل دخله عن دولار واحد في اليوم فان البحرين التي يصل دخل الفرد فيها إلى 12 دولارا أو 4,5 دينار في اليوم او 136 دينارا في الشهر لا يوجد فيها فقير واحد.

غير ان الواقع يقول ان هذه الطريقة لقياس مستوى دخل الفرد في الدولة غير دقيقة، كما انها ليست دقيقة ايضا في قياس درجة النمو الاقتصادي الذي يعتمد ايضا على الزيادة في الناتج المحلي من دون النظر إلى مصدر هذه الزيادة ومدى انتاجيتها او ارتباطها بالقيمة المضافة.

وبناء عليه فاننا نرى انه من بين 405 آلاف شخص هم عدد السكان من البحرينيين، يتوزعون على 105 آلاف أسرة هناك 10700 اسرة تعيش على المساعدات الاجتماعية المادية التي تصرفها لها شهريا وزارة العمل والشئون الاجتماعية بمعدل 45 دينارا للاسرة الواحدة، يزيد هذا المبلغ بالتدريج بزيادة عدد افراد الاسرة، اي ان هذه الاسر التي تعيش على المساعدات تشكل حوالي 10 في المئة من مجموع الاسر والسكان، فاذا علمنا ان ضعف هذا العدد من الاسر موجود على قائمة الانتظار لدى وزارة العمل والشئون الاجتماعية، وان الوزارة تدخلها بالتدريج ضمن قائمة الاسر التي تتلقى مساعدات، وحسب توافر المبالغ التي ترصدها الدولة لهذا الغرض سنويا والتي وصلت إلى حوالي 4 ملايين دينار حاليا، اذا علمنا ذلك فهذا يعني ان هناك 30 في المئة من مجموع الاسر والسكان البحرينيين يعيشون على المساعدات الاجتماعية، وبالتالي فانهم فقراء.

واذا اضفنا لذلك ان دراسة الحد الادنى للاجور التي اعلن عنها اخيرا تقول ان العائلة البحرينية لا يمكنها ان تعيش باقل من 334 دينارا في الشهر، ووزارة العمل ترى ان الحد الادنى للفرد غير المتزوج لا يجب ان يقل عن 165 دينارا في الشهر، فهذا يعني ان دخل 136 دينارا شهريا بحسب التقرير قد جعل كل البحرينيين فقراء