موسم عاشوراء في البحرين يشهد تطويرات نوعية كل عام، فالمرسم الحسيني يواصل عطاءاته على رغم تضييق المساحة المتاحة له لعرض إبداعات الفنانين، وحركة الفن التي بدأها المرسم تستحق الدعم لأنها حركة تجميلية للواقع البحريني.
وفي هذا العام أيضا انطلق «مشروع عاشوراء والمسئولية الاجتماعية» بمشاركة فاعلة من وزارتي الصحة والبلديات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ودائرة الأوقاف الجعفرية وأكثر من عشرين مؤسسة أهلية، وتمكن المشروع من جمع علماء مختلف المذاهب والأديان في البحرين ضمن برنامج يستوحي التعايش والمحبة في ظلال ذكرى الحسين الإنسانية.
المسئولية الاجتماعية مفهوم عظيم، ومشروع عاشوراء في هذا المجال من شأنه أن يطور العمل المشترك بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في مجالات التنمية الاجتماعية المستدامة، وهذا المشروع - بحسب المنظمين - يأتي استكمالا لمشروع عاشوراء البيئي الذي انطلق العام الماضي، وهو يؤسس لشراكة فاعلة بين الدولة والمجتمع. وأعتقد أن الدولة يمكنها أن تستفيد من التطويرات الإيجابية على المستويين الاجتماعي والسياسي، إذ يمكن للمسئولين أن ينزلوا إلى الشارع ليروا بأم أعينهم أن أهل البحرين يسعون الى العيش الكريم، ويستحقونه ؛ لأنهم معطاؤون، يقدمون دمهم تبرعا للمستشفيات، وأطباؤهم يجمعون التبرعات للذهاب إلى غزة المنكوبة، وفنانوهم يعبرون عن طموحاتهم الإنسانية، والاستعراضات الموسيقية والإلكترونية مجهزة بأحدث ما يتوافر لمثل هذه المناسبات الشعبية الكبرى.
وأنا أتمشى مع بعض الإخوة في أزقة المنامة القديمة التي تحيي موسم العاشوراء، تناولنا أطراف الحديث عن واقع البحرين، وتساءلنا لماذا يستمع المسئولون لبعض الأشخاص غير الشرفاء الذين باعوا أوطانهم وجاءوا إلى البحرين ليشتموا هذا الشعب الطيب... وتساءلنا لماذا لا ينزل المسئولون إلى شعب البحرين (المشتوم يوميا من قبل من باع وطنه) ليروا أن لديهم شعبا من أفضل الشعوب حيوية في المنطقة، وأن بإمكانهم -وبسهولة- أن يتعاملوا معه، ويتفاهموا معه من خلال مؤسساته الأهلية، ودليل ذلك مايحدث في موسم عاشوراء. وأثناء الحديث، وجدنا أن أحد أسباب عدم التفات المسئولين إلى الخير الكبير المتوافر لديهم أنهم سمحوا لبعض عديمي الشرف ممن باع وطنه الأصلي بدنانير معدودة، ويعيش الآن في البحرين مستجديا المال والجواز والمنزل المجاني كهدية لشتمه هذا الشعب المسالم والأصيل
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2314 - الإثنين 05 يناير 2009م الموافق 08 محرم 1430هـ