بألم وحسرة تابعت مجريات الحوادث الانتخابية في دولة الكويت، وبقدر ما يطرب المرء للممارسة الديمقراطية الكويتية وللدور الذي لعبته الكويت في الارتقاء بالثقافة العربية والإسلامية بقدر ما يحزن عندما يتابع التنافس الانتخابي والمرأة الكويتية غائبة عن هذا المحفل التاريخي.
أبدا لا أتصور أن كويت «مجلة العربي»، وكويت سعاد الصباح، تُحرم فيها المرأة من ممارسة دورها الذي أقرته كل الشرائع والأنظمة البشرية، فقط لأن الإسلاميين هناك لا يريدون لهذا الدور أن يتفاعل مع الحياة ليخلق مجتمعا كامل النمو.
الواضح أن المشكلة تكمن في الفهم الصحيح للتعددية ولمفهوم الاختلاف، الدكتور سليم العوا يقول: «الاختلاف أمر قدره الله تعالى حتى صار سنة من سنن الكون، فإن الاعتراف بالاختلاف والمغايرة له أصله الشرعي الثابت».
وفهمي هويدي يقول إن الموقف الناكر للتعددية خاطئ من وجوه ثلاثة: شريعة ورسالية وسياسية. الشيخ القرضاوي يقر بأن تدبير سياسة الدنيا إنما يندرج ضمن حدود «منطقة العفو» التي سكت عنها الشارع رحمة بالناس، وتركها مفتوحة لاجتهاد البشر وتقديرهم للمصلحة... واعترف حسن البنا وغيره بأن «النظام البرلماني الدستوري هو الأقرب إلى روح الإسلام»، فالكيانات التي نطلق عليها (الإسلامية) تحتاج إلى نظرة أعمق إلى الإسلام، وخصوصا فيما يتعلق بدور ومشاركة المرأة في العمل البرلماني، كما أن تحقيق خلافة الله في الأرض لا تتأتى إلا بمشاركة الرجل والمرأة في كل ما يهم أمر المجتمع.
فيخطئ من يظن أننا يمكن أن نقفز برجل واحدة...!
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 309 - الجمعة 11 يوليو 2003م الموافق 11 جمادى الأولى 1424هـ