شغل موضوع إدارة العراق والفشل والهجمات التي تتعرض لها قوات الغزو، الصحف الأميركية والبريطانية. فيما دخل الاحتلال الأميركي لبغداد، شهره الرابع، وأمام استمرار وتزايد الهجمات على القوات الأميركية، بات الجميع يستنجد بحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، وبات العالم بأسره صاحب مصلحة في استقرار العراق! وأبدت واشنطن رغبتها في الاستعانة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الاحتلال وتسليم القيادة إليه. فيما أعرب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، عن تأييده لإرسال وحدات عسكرية فرنسية وألمانية إلى العراق في إطار إعادة إعمار هذا البلد. ولخص جوزيف ليبرمان (سيناتور أميركي ديمقراطي ومرشح لمنصب الرئاسة) في «واشنطن بوست»، المشكلة في العراق بأن الجنود الأميركيين تدربوا على القتال ولا يعرفون الكثير عن حفظ السلام. بمعنى آخر، لم تعلّم الولايات المتحدة جنودها احترام العراق ومواطنيه. والحل برأي ليبرمان الذي أقرّ بأنه يخالف رأي حزبه وانه مازال مؤيدا بقوة غزو العراق، هو بالطلب فورا من حلف شمال الأطلسي، قيادة القوات، التي من المفترض أن تتولى حفظ السلام في العراق، لأن بعض دول الحلف لن تقبل بالانضمام إلى هذه القوات في حال كانت القيادة في يد الولايات المتحدة. ورأت افتتاحية «نيويورك تايمز»، ان الرئيس الأميركي جورج بوش في وضع لا يحسد عليه، واعتبرت انه يجب التحرك سريعا كي لا تتدهور الأمور أكثر في العراق. لافتة إلى ان ما يحتاج إليه الشعب العراقي هو خطة حقيقية وعملية لانتشاله من الوضع المزري الذي هو فيه اليوم. غير ان «نيويورك تايمز»، اعتبرت ان أهم خطوة يجب على الولايات المتحدة اتخاذها وقبل القيام بأي شيء آخر في العراق، هي التعاون مع الأمم المتحدة ومع دول أخرى لم تشارك في الحرب من أجل نشر قوة لحفظ السلام في العراق. واعتبرت الصحيفة الأميركية ان العراقيين بدأوا يلومون القوات المحتلة على البطء الذي تتقدم به عملية استعادة الخدمات الحيوية في بلادهم بالإضافة إلى البطء في إعادة بناء الاقتصاد وتسليم الحكم وشئون الأمن إلى العراقيين. وشددت الصحيفة على ضرورة التحرك سريعا كي لا تتدهور الامور كثيرا في العراق، لافتة إلى ان ما يحتاج إليه الشعب العراقي هو خطة حقيقية وعملية لانتشاله من الوضع المزري الذي هو فيه اليوم. كما للشعب الأميركي - على حد قول الصحيفة - حق على إدارته في أن تطلعه على ما يحصل فعليا في العراق، وكم ستدوم عملية إعادة إحياء العراق وكم ستكلفه تلك العملية. وتابعت الصحيفة الأميركية القول ان المهم اليوم في العراق، أن تضع الولايات المتحدة دستورا جديدا للبلاد كي تنخفض مشاعر الخوف لدى العراقيين من الوجود الأميركي على أرضهم.

إلى ذلك طالبت «واشنطن بوست»، باستبعاد الجنود الأميركيين والبريطانيين من ساحات القتال وفسح المجال لقوة أمن عراقية مدربة للحفاظ على الاستقرار في البلاد. غير ان الصحيفة اعتبرت ان أهم خطوة يجب على الولايات المتحدة اتخاذها وقبل القيام بأي شيء آخر في العراق، هي التعاون مع الأمم المتحدة ومع دول أخرى لم تشارك في الحرب من أجل نشر قوة لحفظ السلام في العراق. وختمت الصحيفة بالقول انه من الأفضل أيضا العمل جديا لإيجاد الرئيس العراقي صدام حسين، مرحبة بالمكافأة التي ستعطى لمن يجد صدام حسين أو لمن يسهم في إيجاده.

ورأى ليبرمان في «واشنطن بوست»، ان الخطر الأكبر الذي يحدق بمشروع الولايات المتحدة في العراق ليس المقاومة العراقية التي تواجهها قوات التحالف في البلاد بل رفض الإدارة الأميركية تغيير مسلكها لبناء عراق أكثر أمانا بمشاركة الأمم المتحدة. وحذر ليبرمان من مرور الوقت من دون أن تقوم الولايات المتحدة بخطوات ملموسة في العراق، إن على صعيد عملية إعادة الإعمار أو على صعيد إقامة حكومة عراقية تمثيلية، معتبرا ان الشعب العراقي بدأ يقتنع بأن الأميركيين غير قادرين بل ليست لديهم النية في تأمين الأمن والخدمات الأساسية للشعب العراقي. وتطرق ليبرمان أيضا إلى مسألة حفظ السلام في العراق، مؤكدا ان الجنود الأميركيين الموجودين في العراق تدربوا على القتال ولا يعرفون الكثير عن حفظ السلام مستغربا كيف تطلب القيادة الأميركية منهم العمل على ذلك من دون تزويدهم بالاستراتيجية الضرورية وبالموارد اللازمة لإنجاح ذلك. كما استغرب ليبرمان، أن تعتبر إدارة الرئيس بوش ان حفظ السلام لا يحتاج إلى موارد كبيرة وأن تأمر، انطلاقا من مبدئها هذا، بإقفال معهد الجيش الأميركي لحفظ الأمن. وطالب ليبرمان، الإدارة الأميركية بتقييم أخطائها في العراق، وإصلاح الأضرار التي تسببت بها في البلاد بالإضافة إلى تنفيذ مشروعها الهادف إلى بناء العراق