انعدام وجود خشبة يتسبب في ازمة خانقة لكل الفرق المسرحية البحرينية، فبعد معاناة الفنان جمعان الرويعي ومعه مسرح أوال أثناء بحثه عن مكان يعرض فيه مسرحية عذاري، جاء اليوم دور مسرح الصواري الذي لديه ثلاث مسرحيات إحداها للفنان ابراهيم خلفان جاهزة للعرض، وحفيت قدماه وهو يبحث عن أي مكان يقبل باستضافة مسرحيته.
الفرق المسرحية البحرينية نشيطة ومبدعة وقادرة على الاتيان بالاعمال الجيدة، وعلى تقديم الاداء الفني المتفوق في المهرجانات المسرحية، لكن ازمة الخشبة او مكان العرض المناسب كانت منذ سنوات طويلة ولازالت هي المشكلة وهي العقبة التي يعبِّر تركها من دون حل عن ان الدولة بصفة عامة ووزارة الاعلام بصفة خاصة لا تكترث بالمسرح ولا بأي فن من الفنون الثقافية، وانه لو كان هناك مثل هذا الاهتمام لاستطاعت الدولة ان تبني صالتين مسرحيتين في شهر واحد فقط، وهذا ما يحدث عندما تستضيف الدولة اجتماعا أو شخصية مهمة وتحتاج إلى قاعة أو اكثر لهذه الاستضافة أو تلك الحفلة. وللعلم فقط، وبعد انتحار مسرح الجفير، وانهيار الصالة الثقافية بمدينة عيسى، أصبحت بعض المدارس القليلة، الاماكن البديلة والمعقولة نسبيا للعروض المسرحية، وبالتالي ظلت الفرق المسرحية تنتظر العطلة الصيفية لكي تستفيد من المدارس في تقديم عروضها.
غير أن ما حدث هذا العام انه بعد جهد جهيد وافقت وزارة التربية والتعليم على أن تسمح لمسرح اوال باستخدام مدرسة الشيخ عبدالعزيز لمدة أسبوع واحد لأنها تنوي إجراء صيانة على المدرسة، ولم يجد جمعان الرويعي بدا من تحويل صالة الألعاب الرياضية في المدرسة إلى مسرح من أجل تقديم مسرحية عذاري. وما إن انتهى جمعان من تقديم مسرحيته حتى جاء دور ابراهيم خلفان ومعه مسرح الصواري لكي يبدأ مشوار البحث عن مكان، تنقَّل ابراهيم بين مديري المدارس والمسئولين في الوزارة، المدير يقول له موافق على اعارتكم المدرسة اذا وصلني كتاب عدم ممانعة من الوزارة، والمسئولون في الوزارة يقولون نريد ان تعطينا بضعة ايام للتشاور مع مدير المدرسة، وبعد ضياع اسبوعين من التنقل بين الوزارة والمدارس أصدر الوزير قرارا بمنع استخدام المدارس مكانا لعرض المسرحيات، وكأن المسرح كما يقول ابراهيم خلفان «غدَّة سرطانية يجب استئصالها من المجتمع».
وزارة الإعلام تدافع عن نفسها وتنفي عدم اهتمامها بحل ازمة الخشبة المسرحية أسوة بالدول الخليجية الاخرى التي تزخر بالصالات المسرحية، وبامارة الشارقة التي بها ثلاث صالات مسارح من اكبر واجمل ما يكون، وتقول الوزارة إنها قررت إنشاء صالة مسرحية قرب المتحف وأن موعد بدء العمل عند وزارة الاشغال، كما أنها تنوي بناء صالة ثقافية ومسرحية مكان التي هدمت، لكنها لا تملك الموازنة لذلك، ولا الزمان الذي تنتهي فيه هذه الازمة، وما عليكم إلا الصبر
العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ