العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ

وزارة الإعلام... الكويت نموذجا

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عندما تذهب إلى مصر تجد ما يطرح في الصحافة من هموم يتم تناوله عبر القناة المصرية على رغم حساسية بعض الموضوعات، ولكن لعبة الإعلام تقول اليوم أيضا يجب أن تلعب الدول إعلاما صحيحا، أي أن «تلعبها صح» في ظل تغير إقليمي محموم، وهذا ما تقوم به الفضائية المصرية وكذلك هو الإعلام الكويتي، ففي برامجه تجد معارضين وحكوميين، وتجد كيف سيتضافر نواب في البرلمان يسمون «مشاكسين» في الفضائية الكويتية ليطرحوا كل ما يريدونه بكل رحابة صدر، ولا نرى الصحافة أو المسئولين يمارسون عليهم في اليوم الثاني السلاح القديم الجديد: سلاح التشهير أو الرمي بالخيانة وعدم الوطنية، بل على العكس يتم بث برامج حيوية تهم المواطن الكويتي، لهذا نجد كيف وصل المسرح والإعلام وكل الفنون في الكويت إلى مستوى راقٍ فالمسرحيات هادفة سياسيا واجتماعيا وثقافيا كالمسرحيات عن (البرلمان وهمومه) تنقد فترات مهمة كفترات الانتخاب ومشكلات الوزارات و«بلاوي» الوزراء والرشا والفساد، ومنتقدين أخطاء الوزارات، وزارة الصحة والتعليم والبلدية و و...

من يذهب إلى الكويت ويشاهد كيف يمارس النواب صلاحياتهم وكيف يناقشون الوزراء يصاب بالعجب، بل نجد هناك الوزير يجرجر في البرلمان، بعكس ما يجري هنا إذ الوزير هو الذي يجرجر الصحافة والصحافيين!!

وعلى رغم كل ذلك تتسابق الصحف ووسائل الإعلام الرسمية إلى معرفة آراء المعارضة وطرح آرائها في القناة وفي البرامج ـ ولو بشكل نسبي ـ بخلاف ما يجري عندنا. هناك المثقفون الذين يمارسون دورهم بحرية في الضغط على وزارة الإعلام وينتقدونها لأي طرح. فهناك البراك ومحسن جمال ومحمد العوض وعبدالله النفيسي ووليد الطباطبائي وآخرون يمارسون طرح آرائهم بكل شفافية في الإعلام والصحافة ومنابر المساجد وكل ذلك مكفول بوزارة الإعلام التي تتحرك وفق هامش حرية مسئول ومناسب.

كل ذلك نفتقده لدى وزارة الإعلام البحرينية... عشرات القضايا تمر ولا نرى لها أي وجود، والمصيبة الكبرى أن قضايانا الداخلية نناقشها في قنوات أخرى منها القناة الكويتية سواء في برنامج (6/6) أو غيره أو في قناة «الجزيرة» أو قناة أبوظبي أو قناة MBC، وللأسف أحيانا نجد في هذه القنوات محاضرين أو مذيعين أو ممثلين بحرينيين يناقشون قضايا مهمة، فنقول: آه بحريني وبهذا المستوى الكبير، لماذا لا يكون في وزارة الإعلام وفي قناتنا ليحرك برامج حيوية وطنية؟ لماذا في الخارج وليس في البحرين؟! لماذا يبدعون هناك ويجمدون هنا؟

أليس ما يطرح هو نقد موضوعي؟ العالم يتطور والحريات في ازدياد، إذ نجد في البلدان الأخرى المسئول الفاسد يجرجر في المحاكم في بنجلاديش والهند ومصر ودول إفريقية وحتى دول خليجية... فلو حسبنا كم وزيرا استجوب فقط في الكويت فسنصدم بالأعداد. إذا نحن مازلنا في ألف باء هامش الحرية.

فعلا، إن وزارة الإعلام بحاجة إلى نقد علمي موضوعي بعيدا عن المجاملات، وحتى نعلم مستوانا يجب أن نعرف الآخرين أين يعيشون وبأي هامش يتحدثون

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً