تم تركيب أول توربين دوّار تحت الماء يستخدم طاقة المد والجزر لتوليد الكهرباء مقابل ساحل ديفون بجنوب غرب انجلترا.
ويستطيع التوربين أن يولد طاقة كهربائية بحد أقصى تكفى لتشغيل ثلاثمئة غلاية. ومن غير المقرر ربط هذا التوربين بشبكة الكهرباء الحكومية قبل أغسطس/آب المقبل.
ويقدر خبراء التكنولوجيا البحرية بأن تولد شبكة حكومية من التوربينات المماثلة يتم تركيبها مقابل السواحل البريطانية حوالي 20 في المئة من احتياجات بريطانيا من الطاقة - أي الانتاج المجتمع تقريبا للمولدات النووية البريطانية.
وتعمل ظاهرة المد والجزر على تدوير ريش مراوح التوربين الذي يبلغ عرضه ستة عشر مترا ما بين 12 إلى 15 دورة في الدقيقة.
ويعتقد أن هذه السرعة لا تشكل خطرا على الأسماك والكائنات البحرية ومع ذلك تكفي لتشغيل المولدات الكهربائية.
وقد قام المهندسون بتركيب التوربين بطاقة 300 كيلو واط على بعد ثلاثة كيلو مترات إلى الشمال الشرقي من لينماوث لاختبار إذا ما كانت الفكرة عملية وقابلة للحياة من الناحية الاقتصادية.
وقد تم تركيب الهيكل على ركيزة تم غرسها في قاع البحر ووضع التوربين على عمق أكثر من عشرين مترا حتى لا يشكل خطرا على حركة الملاحة.
وتم تمويل هذا المشروع من قبل الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي والمستثمرين من الأفراد.
يقول جورج جبيرد، كبير المهندسين في «مارين كرنت تكنولوجيز» وعضو الكونسورتيوم التي قامت بتطوير وبناء وتركيب التوربين: إن تأثير التوربين على البيئة سيكون محدودا.
لا بد أن يكون لأي مصدر لتوليد الطاقة بعض التأثيرات على البيئة ولكن هذا التوربين لايشكل خطرا بشكل عام، يقول جبيرد.
وإذ انه بدأ تشغيل التوربين فقد طلب منا عمل برنامج اختبار لفحص طريقة عمله ومدى تأثره ببعض الأشياء مثل النباتات البحرية والحطام الناجم عن السفن الغارقة وأشياء أخرى، يقول جبيرد.
وإذا سارت الأمور طبقا للخطة فإن المرحلة المقبلة ستشهد بناء توربينا مزدوجا على الركيزة نفسها. وفي نهاية المطاف يمكن أن تصبح هذه التوربينات نماذج أصلية لشبكة حكومية تضم ما بين 8,000 إلى 10,000 توربين تولد حوالي 10 جيجا واط من الكهرباء - أي خمس احتياجات بريطانيا من الكهرباء وبخلاف المولدات التي تعمل بالهواء والتي تعتمد على تقلبات الجو، فإن التوربينات التي تعمل بطاقة المد والجزر تتميز بانتاج كميات عالية متوقعة من الطاقة مع أنها قد لا تعمل ما بين ست الى ثمان ساعات يوميا عند انحسار المد.
ويقول جبيرد إنه يوجد حوالي ثلاثين موقعا مقابل السواحل البريطانية تصلح لتركيب هذا النوع من التوربينات والتي يجب أن تكون على عمق مناسب إذ يكون المد جيدا. وتشير اقتصادات توسيع الانتاج إلى أنه يمكن بناء وتركيب التوربين الواحد بكلفة مليون جنيه استرليني - ثلث كلفة توربين لينماوث - ما سيجعل شبكة الكهرباء الحكومية ناجحة من الناحية المالية.
لقد كانت فكرة هذا النوع من التوربينات من بنات أفكار بيتر فراينكل المدير الفني في شركة «توربينات التيارات البحرية» وعضو زائر في جامعة ساوثامبتون والذي قام بتطوير تكنولوجيا التوربينات التي تعمل بطاقة المد والجزر لأكثر من عشرين عاما.
(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»
العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ