يقول أحد المشتغلين في سوق العقار، إن السوق «وسخ». وجه «الوساخة» هذه في رأيه أن الكثير من الدلالين يعملون بكل ما أوتوا من قوة على وضع العراقيل بشتى أنواعها في السبيل الذي يسير فيه غيرهم، ملتزمين مبدأ البحث عما يخيف الناس وبثه بين ظهرانيهم من أجل تحقيق غاياتهم.
وبالنظر إلى أن المجتمع لايزال ولله الحمد مرتبطا إلى حد كبير بالدين ويتورع عن أكل الحرام، ولبس الحرام وبالتالي عن السكن الحرام، يقوم هؤلاء الدلالون بنشر شائعة «الأرض المغتصبة» - وهو فن هلامي عجيب لا يتقن امتطاء ظهره غيرهم فيرسمون له الحدود التي يشاءون ويستطيعون أن يتصرفوا حتى بتوقيت هذه الشائعة، ما يدل على مدى قدرتهم المختزنة تلك.
فمن غير المستغرب أن تجدهم لدى طرح مخطط عقاري ما في إحدى القرى أو المدن، يلجأون إلى نشر الأخبار الكاذبة أن الأرض التي يوجد عليها المخطط هي أرض مغتصبة من أصحابها الأصليين. فيعزف أهل القرية عن الشراء، ويشتريها هؤلاء الدلالون وزبائنهم بأبخس الأثمان. وبعد شراء كل قسيمة من المخطط، تنتشر فجأة شائعة مضادة مفادها أنه تم التثبت من أن الأرض غير مغتصبة، وأن ما أشيع عنها كان كذبا، فيقبل عليها المشترون من أهل القرية وخارجها مضطرين إلى دفع ضعف ثمنها، دون أن يعوا أن «الكذاب» واحد
العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ