العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ

مجرد اقتراح

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كثير من الشكاوى الشعبية تصل الى مسامع الصحافة وكثير هم المتذمرون من ظواهر بيروقراطية مخيفة تأصلت سنين في وزاراتنا وكادت تصبح عقيدة مقدسة يسير عليها أكثر من مسئول.

المشكلة التي اعنيها هي تكدس العائلات في الوزارات وهي ظاهرة غريبة ومخيفة في كثير من وزاراتنا فمجرد أن يعين أحدهم مسئولا ترى - وخلال فترة زمنية قصيرة - وإذا بالـ «الشلة» التي كان يسهر معها طيلة عمره متكدسة في الوزارة فقط، وفقط ينقصهم «الشاي» و«الشيشة»، فسهرة الليل تحولت الى سهرة في الصباح ولكن عبر مناصب ومكاتب.

ليس ما نطرحه انشاء، هذا واقع ولكي نثبت واقعيته دعونا نقوم بمسح على المؤسسات والوزارات بلجنة بحث تنبثق من ذاتها الدولة لتكون مهمتها فقط معرفة صلات الرحم والأقارب في المؤسسات، لا شك ستخرج الروائح من هنا وهناك، ولن نعجب اذا ما اكتشفنا ان «الوالد» و«الوالدة» و«الجدة» كذلك يعملون. انها المحسوبيات التي مازلنا نكابر وندعي عدم وجودها.

كم من مسئول فاشل في حياته، في تجارته، في دراسته مازال يعمل في منصب هنا أو هناك لأنه قريب للمدير الفلاني وللرئيس العلاني.

طبعا المسألة لا تحتاج إلى بطولة لمعرفتها ولا يحتاج الموظفون الى عناء للتأكد من هذه الظاهرة. فبعض مؤسساتنا الرسمية اذا حدثت وفاة - لا سمح الله - لأحد أقرباء المدير تجد المؤسسة كلها تصاب بالشلل لأن الموظفين كلهم أقارب والوفاة تعنيهم جميعا وان لم يكونوا أقاربه فهم أصدقاء ولابد للصديق من أن يذهب لمواساة صديقه! بهكذا ثقافات هل يمكننا أن ننجح اقتصاديا واداريا؟

هذه الظواهر هي سر تعثر اقتصادياتنا وتأخر مؤسساتنا.

ان مبدأ الكفاءة مازال غريبا في قطاعاتنا فلا تعجب من تخلفنا وهشاشة واقعنا الاداري والاقتصادي وحتى السياسي. هذه أمراض ادارية ووظيفية يجب أن نعمل جميعا على ازالتها والكشف عنها. فالمحسوبية وسرطان «الواسطة» يأكل مؤسساتنا ومادامت هذه الأمراض باقية سيبقى الفقر وستبقى البطالة.

ما اقترحه هو تشكيل لجنة رسمية وأهلية مهمتها الكشف عن الأنساب والعوائل وصلة الصداقة والرحم في الوزارات وأظن أننا سنكتشف أكثر من فاجعة فالرسائل التي تصلنا في الصحافة وحديث الناس الدائم تتخلله حكايات وحكايات، بعضها مضحك والكثير منها مبكٍ

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً