العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ

استمرار قوة الدولار يدعمه الأمل بتحسن الاقتصاد الأميركي

في التقرير الأسبوعي لبنك الكويت الوطني:

رسم التقرير الاسبوعي لبنك الكويت الوطني لوحة شاملة لأحوال الأسواق العالمية خلال الاسبوع المنتهي أمس الأول الأحد، فمن حال الاقتصاد الاميركي المتأرجح بين الصعود والهبوط إلى تراجع اليورو اللافت في الاسابيع القليلة الماضية بعد صعود درامي، مرورا بالوضع الياباني المثير للحيرة، يقدم إلينا التقرير صورة تفصيلية عن أحوال الأسواق في مختلف ارجاء المعمورة.

الولايات المتحدة

أجمع أهم اربعة وخمسين اقتصاديا في العالم الذين تم استبيان آرائهم في صحيفة «وول ستريت» أخيرا على رؤية النصف المليء وليس النصف الفارغ من الكأس الاقتصادي الأميركي على رغم ان أحد دعائم الاسواق هو وجود رابين وإلا لكنا انتهينا بوجود بائعين أو مشترين فقط.

ويرى هؤلاء الاقتصاديون ان التحفيز في السياسة المالية كتخفيض الضرائب وارتفاع فرص زيادة ارباح الشركات على انهما امران مهمان سيعملان على النهوض بالاقتصاد الاميركي في النصف الثاني من العام إلا أن «وول ستريت» حذرت من التمادي في تفسير هذه التوقعات اقله لأن هؤلاء الاقتصاديين انفسهم ما فتنوا يتنبئون بتحسن الاوضاع الاقتصادية منذ ما يناهز الثلاثة أعوام.

والحقيقة انه لا عجب من ان الاسواق العطشى للأخبار السارة باتت ترى الارقام السيئة على انها ارقام جيدة خصوصا بعد هذه التوقعات من هذه الزمرة الاقتصادية. وشاهدنا الاسبوع الماضي كيف ان الاسواق رأت الجانب المشرق فقط في بعض الارقام الاقتصادية الضعيفة، فعلى سبيل المثال على رغم انخفاض مؤشر شيكاغو لمشتريات المديرين في يونيو/ حزيران إلى 25,5 نقطة فيما كانت التوقعات تشير إلى 53,0 نقطة، رأت الاسواق ان هذا الرقم كان افضل مقارنة مع 52,2 لشهر مايو/ ايار، ولكن التشكيك في عافية هذا الرقم من قبل بعض المتعاملين رفع مع ذلك اسعار سندات الخزانة وأثر على اسعار الأسهم الاميركية لفترة وجيزة.

وتم تكرار هذا التفاؤل ايضا بعد اعلان تقرير المعهد الاداري للانتاج الصناعي فقد انخفض الانتاج الصناعي لشهر مايو إلى 49,8 نقطة وهو اقل من مستوى الـ 50 نقطة الذي يعتبر المعدل الفاصل بين الانتعاش وبين الركود الاقتصادي كما انه الانخفاض الشهري الرابع على التوالي - لكن مهلا - أليس هذا الرقم افضل من الـ 49,4 نقطة المعلن في مايو - ومرة أخرى يتم التركيز على النصف المليء من الكأس إذ سلطت الاضواء على ارتفاع انتاج الطلبات الجديدة في هذا الرقم إذ ارتفعت هذه الطلبات من 51,9 في مايو إلى 52,2 في يونيو وفي المقابل لم يسلط اي ضوء على انخفاض المخزون السلعي للانتاج من 46,1 في مايو إلى 41,3 في يونيو ما يشير إلى ان المصانع مازالت تخفض من مخزونها - وعندما يشير احدهم إلى هذا الجانب السلبي في هذا التقرير يكون الجواب جاهزا وهو انه كلما قامت المصانع بتخفيض مخزونها السلعي الآن احتاجت لبناء هذا المخزون في مرحلة لاحقة.

وكان معدل البطالة قد ارتفع إلى اعلى مستوى له منذ تسع سنوات عند 6,4 في المئة في يونيو مع استمرار فقدان الوظائف للشهر الخامس على التوالي إذ انخفضت الوظائف غير الزراعية بمقدار 30,000 وظيفة مقابل توقعات الاسواق بخسارة 25,000 وظيفة. أليس هذا رقما سيئا؟ للإحابة عن هذا السؤال ما عليك إلا ان تسأل وزير العمل الاميركي اذ نسب هذا الرقم السيئ إلى زيادة اعداد الاشخاص الذين اعادوا تسجيل أنفسهم ضمن قوة العمل الاميركية، وبتقديره فإن هذا مؤشر على عودة الثقة بالاوضاع الاقتصادية - ومرة اخرى فإن تفسير الامور يعتمد على كيفية رؤيتنا لها.

وبشكل عام علينا ان نغفر للاسواق ميلها إلى التفاؤل، فمن يدري فربما هي على حق ولهذا فلا عجب ان نرى استمرار قوة الدولار الاميركي الاسبوع الماضي، كما ان اسواق الأسهم كانت جيدة إلى حد ما هي الاخرى، لكن الاسبوع الجاري هو اسبوع جديد وفي هذا الجو من عدم الاستقرار فالاجدى ان تكون العقول أكثر انفتاحا وتقبلا لما سيجد من احتمالات.

منطقة اليورو «أوروبا»

مع تركيز الاسواق بشكل مباشر على مجريات الامور في الولايات المتحدة استمر اليورو بعكس تحسن الشعور العام بالنسبة إلى العملة الاميركية اذ تم تداوله الاسبوع الماضي ما بين مستوى 1,14 و1,1650. وكانت معدلات التضخم الاوروبية قد ارتفعت إلى مستوى 2 في المئة في يونيو من نسبة 1,9 في المئة المسجلة في الشهر السابق نتيجة ارتفاع اسعار الطاقة وارتفاع اسعار المواد الغذائية. والملفت ان الاقتصاديين الاوروبيين ليسوا اقل تفاؤلا من نظرائهم الاميركيين إذ يتوقعون انخفاض التضخم تدريجيا في اوروبا لبقية العام الجاري كما يرون ارتفاع ارقام شهر يونيو على انها شذوذ عن القاعدة وبذلك يتوقعون قيام المصرف الاوروبي المركزي بتخفيض اسعار الفائدة في الربع الثالث من العام.

ومرة اخرى نرى ان هناك رأيين فالبعض يشير إلى خيبة الامل في النمو الاقتصادي الاوروبي ويرى هؤلاء انه لابد ان تعيد الاسواق تركيزها في نهاية الامر على هذا الامر وسيكون ذلك عاملا ضاغطا على العملة الاوروبية خصوصا بعد ارتفاع اليورو الاخير الذي من شأنه ان يؤذي الاقتصاد الاوروبي. واشار المستشار الالماني غيرهارد شرودر إلى هذا الحقيقة عندما حذر من تأثير ارتفاع اليورو على المصدرين الاوروبيين، ولكن قد ينظر البعض إلى تعليقات المستشار الالماني على انها تعليقات سياسية لا تحوي قناعات اقتصادية.

المملكة المتحدة

لم تتأثر الاسواق لتسليم حاكم بنك انجلترا (المركزي) ادي جورج مهمات منصبه إلى خليفته ميرفين كينج. (ونتساءل هنا إذا كانت الاسواق ستكون بهدوء الاسواق البريطانية نفسه عندما يتقاعد الان غرينسبان من منصبه يوما ما). وفي مقابلة لصحيفة «التايمز» البريطانية ظهر كينج كما هو معروف عنه من الحمائم - ما زاد من احتمالات خفض اسعار الفائدة في بريطانيا في اقرب مما هو متوقع خصوصا بعد اشارته إلى ان قوة الجنيه الاسترليني الاخيرة هي الحدث الاهم منذ الاجتماع الاخير للمصرف المركزي والتي جعلت الاسواق تتوقع انه في حال بقاء الجنيه الاسترليني قويا في الاسابيع المقبلة فإن فرص خفض اسعار الفائدة ستزيد في بريطانيا.

اليابان

أظهر استفتاء تانكان لبنك اليابان المركزي ان الاسواق تقلل حاليا من الوضع الاقتصادي الياباني، فقد ارتفع مؤشر ثقة المؤسسات الصناعية الكبرى بهذا الاستفتاء من - 10 في مارس/ آذار إلى - 5 حاليا اذ ابدت هذه الشركات ولأول مرة منذ الربع الاول من العام 2000 رغبتها في مزيد من الانفاق على المصانع والمعدات.

والواضح ان عدة اسباب كانت وراء هذا التفاؤل كاحتواء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد ونهاية الحرب في العراق وارتفاع الأسهم اليابانية، اذ ارتفع مؤشر نيكاي من ادنى مستوى له عند 7600 نقطة في مايو إلى مستوى 9900 نقطة عند نهاية تعاملات الاسبوع الماضي. وارتفع الين الياباني نتيجة هذه التطورات لكنه مازال بعيدا عن مستوى 115 المهم الذي دافع عنه بنك اليابان المركزي بشراسة حتى الآن. وبشكل عام فمن المستبعد ان يكون هناك اي تغيير في مسار الدولار مقابل الين في المدى المتوسط مازال ضمن الحدود المحققة سابقا ما بين 115 و122

العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً