اذا فهمنا مغزى قيام شركة بتلكو بتخفيض كلفة وتسعيرة الهاتف النقال، وفي الوقت نفسه زيادة هذه الكلفة والتسعيرة بالنسبة للهاتف الثابت، وذلك لان بتلكو ستواجه في نهاية العام الجاري منافسة لم تعهدها من قبل شركة أخرى متخصصة في الهاتف النقال، بينما سيبقى احتكارها للهاتف الثابت وغيرها من خدمات الاتصالات إلى أجل غير مسمى.
اذا تفهمنا هذا التطور، فكيف لنا ان نهضم موقف هيئة الاتصالات السلبي من هذا وذاك، فما فعلته بتلكو بالنسبة لتخفيض الهاتف النقال يقصد به الاحتفاظ بالزبائن الحاليين وعدم تمكين الشركة المنافسة من اخذهم، وزيادة تسعيرة الهاتف الثابت يقصد منه تعويض ما اعطته من تخفيضات الهاتف النقال، وفي كلتا الحالتين كان على هيئة الاتصالات ان تتحرك بحكم مسئوليتها لحماية المستهلك، لكن يبدو ان نفوذ بتلكو، وتداخل المسئوليات والمصالح بين العام والخاص هو الذي جعل هيئة الاتصالات تغض الطرف عن تخفيضات وزيادات بتلكو.
هذا جانب، اما الجانب الآخر فهو ان احد رجال الأعمال اكتشف منذ فترة ان شركة بتلكو تحتسب كلفة رنات الهاتف النقال اثناء السفر، وانها تجني من ذلك مبالغ هائلة تشكل ولاشك جزءا لا بأس به من ارباحها التي تزيد على 50 مليون دينار في السنة.
رجل الأعمال المذكور قدم لي نماذج من فواتير هاتفه النقال إذ وجدت في واحدة منها ان هناك 48 مرة تم الاتصال به لم يجب فيها على تلك الاتصالات وبالتالي كان وقت الاتصال كما هو في الفاتورة (00,00) واحيانا (00,01) اي انه يتراوح بين لا شيء وثانية واحدة، ومع ذلك تراوحت كلفة كل اتصال من تلك الاتصالات بين 41 فلسا و931 فلسا، وان ارتفاع وانخفاض الكلفة يعود إلى الدولة المسافر إليها.
من تلك الفواتير النماذج التي قدمها واحدة بها 19 اتصالا به - لم يرد عليها طبعا - تراوحت كلفتها بين 67 و93 فلسا، وواحد من تلك الاتصالات بلغت كلفته 330 فلسا، وفاتورة أخرى بها سبعة اتصالات تتراوح بين 67 و71 فلسا، وفاتورة رابعة بها 49 اتصالا تتراوح كلفتها بين 41 و85 فلسا، وكلها كما اسلفنا عبارة عن رنين الهاتف النقال اثناء السفر، استغرق هذا الرنين بين لا شيء من الوقت وثانية واحدة.
وبالطبع فإن ما قدمه رجل الأعمال المذكور من امثلة يدل على ان بتلكو تدفعنا كلنا، ومنذ سنوات طويلة ثمن رنين هواتفنا من دون ان ندري، وان ذلك يساهم كثيرا في دخلها، مع ان هذا الرنين لا يختلف عن ذلك الذي يأكل رغيفه على رائحة الشواء... نموذج آخر نقدمه بدورنا لهيئة الاتصالات علها تخرج من صمتها هذه المرة وتتدخل
العدد 302 - الجمعة 04 يوليو 2003م الموافق 04 جمادى الأولى 1424هـ