العدد 302 - الجمعة 04 يوليو 2003م الموافق 04 جمادى الأولى 1424هـ

التجنيس بالقانون حق وبلا قانون كارثة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ان كنا نطمح إلى أن نجعل من هذا البلد كعبة للحرية يجب أن نقول الحقيقة فلجنة التجنيس المنبثقة من البرلمان لن تحقق شيئا لأنها ولدت ميتة ومثقلة بقيدين كفيلين لابقائها في موقع الصفر والجميع يبحث عن لجنة واقعية تجيب عن هواجس الناس إذ يأكلهم الفقر والجوع وأصبحوا طوابير أمام عتبات الوزارات من حملة الشهادات وغيرها في حين هم ذاتهم يرون التجنيس وهو يأكل ما تبقى لهذه الأجيال. الجميع يبحث عن إجابة شافية لما تعيشه القلوب من حزن وقرح وقيح وأتمنى من مسئولي الهجرة أن يقبلوا برفع القيدين حتى نعلم كل مستور لأن ما نراه على الأرض من تجاوزات ينافي جميع التصريحات الجميلة والأخاذة وهنا نطرح أسئلة تحمل عفوية تساؤلات الناس ونرجو على الادارة أن تجيب عليها:

1- هل من يجنسون «عشوائيا» سيخدمون البلاد وهل يمثلون طاقات كبيرة فالولايات المتحدة الأميركية قامت بمنح الجنسية للعرب المبدعين في الكيمياء والفيزياء والطب وعلم الاقتصاد وعلم الفضاء من أمثال فاروق الباز العربي المصري الأميركي الجنسية وأحمد زويل أو ادوارد سعيد المفكر الأميركي الكبير ذي الأصول الفلسطينية صاحب كتاب «الاستشراق»؟. بمعنى آخر هل خلال أعوام سنكتشف أن الادارة قامت بتجنيس آلافا من العقول الجبارة؟ لذلك نطمح بمعرفة المجنسين ومؤهلاتهم كما يتم نشر ذلك في الاعلام الأميركي.

2- البحرين متخمة بالخريجين العاطلين والوزارات تشهر سلاح «عدم قدرتها على التوظيف» كالتربية والعمل والصحة والكهرباء بل غالبية الوزارات والمؤسسات ونفاجأ أن هناك عمالا ومدرسين يوظفون كما حصل أخيرا في التربية إذ تم توظيف عشرات الأجانب بعضهم لا يمتلك إلا شهادة الثانوية في أقسام عدة، وأبناؤنا الخريجون التربويون عاطلون وعلى رغم إلحاحنا على مدير التوظيف بالاجابة عن ذلك لم نر أية إجابة من الوزارة والتزم قسم العلاقات العامة بالصمت. الجميع يسأل لماذا لا يتم الاحلال؟ ولماذا يؤتى بالأجانب من الخارج؟

وعلى رغم تكدس العاطلات في الحاسوب واللغة العربية والخدمة الاجتماعية وفي بقية التخصصات تم اغراق أكثر الأقسام من الأجانب كما حصل لقسم التقنيات! الى الآن مازال التساؤل يملأ العين والوجدان والقلب: لماذا كل هذا اللف والدوران؟ لماذا هذا التجاهل؟ أليس المواطن يقدم في كل مكان؟

ولغياب الرقابة يبدأ المجنسون (عشوائيا) بالزيادة والاتساع ويعمل الواحد منهم بتأسيس مشروعات اقتصادية ولقد أصبح الأجانب يملأون الشركات في حين بامكان تطبيق نظرية «الاحلال» ومن حق أي مجنس قانونيا أن يحصل على المواطنة وأن يدخل في كل مشروع ولكن ما نحن في صدده وانتقاده هو عملية استغلال الأرض والسوق التجارية لمن يجنسون خلاف القانون. وزارة العمل تقول إنها بصدد تقليص العمالة الأجنبية وفي الجهة الأخرى ادارة الهجرة تعمل على توطين هذه العمالة وهذه بعض عجائبنا العشر البحرينية فالمستوطن عشوائياَ يضرب مليون عصفور بحجر واحدة فقد استفاد من كل ميزات العمالة الأجنبية إذ جلب العوائل وبقى سنين مكان وظائف المواطنين وبنى مشروعات هنا وفي بلده الأم وحصل على جميع الاستحقاقات فأصبح كمن عثر على مصباح علاء الدين. هذا ما نريد مناقشته فليس ما يطرح عداء أو عصبية ولكن يساق ذلك في واقع بيئات تنحدر نحو الفقر وهنا تقع المفارقة. ما نطالب به هو الابتداء بالمواطن واستحقاقاته وهذا ما يمارس في أميركا وبريطانيا ففي بريطانيا عندما عمدت الى خلق مشروع كبير في داخل أحد الجبال في احدى المناطق شرّع مجلس العموم قانونا يحتم ان يكون العاملون في هذا المشروع من المنطقة ذاتها وهذا ألف باء المواطنة. في حين نجد هذا الاستحقاق يغيب في كثير من وزاراتنا. لجنة التجنيس فعلا ولدت ميتة فهي ستجيب اجابات سطحية مل الناس لكثرة تكرارها على لسان المسئولين والكل يعلم أن الناس تبحث عن اجابات للعشر السنين الماضية... أين وصلنا؟ كم النسبة؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 302 - الجمعة 04 يوليو 2003م الموافق 04 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً