على رغم أهمية غالبية المسائل السياسية التي تطرحها المعارضة فإننا يجب أن نبدي ملاحظة للمعارضة السياسي
الفضل للخبز الذي لولاه
ما كان يعبد الإله
أمام المعارضة أزمات رزق كثيرة ومكدسة بأيها ابتدأت ستستطيع أن تحقق انجازا وكسبا وطنيا وصدقية إضافية على الأرض... الآن لو نظرنا إلى الآلام المعيشية فهي كثيرة وكبيرة وكلها تحكي عن بطون جائعة، والناس أصبحت تهرول نحو الصحافة ونحو نواب في البرلمان لأجل حل مشكلاتها وهذا يعطي نتيجة ان الناس ما عادت تتحمل الانتظار والتأجيل فهي جائعة أو في طريقها إلى الجوع منها:
محاولة تسريح 1800 موظف من «بتلكو».
1600 سائق لعوائل مهددة بالانهيار الاقتصادي.
عشرات الخريجات الجامعيات أكلهن الفقر والجوع.
ما أعلن رسميا أن أكثر من عشرة آلاف عائلة بحرينية تتلقى معونة.
حالات فقر في كثير من القرى والمدن.
أكثر من 30 ألف عاطل عن العمل.
المحسوبية وأثرها على الوضع الاقتصادي للناس.
ملف الخصخصة وعمليات التسريح أو التقاعد القسري.
لو رجعنا إلى كل هذه الملفات لوجدنا أنها ملفات مهمة ملحة لا تنتظر التأجيل، بل تحتاج إلى ضغط سلمي عبر الصحافة والبرلمان والندوات وغير ذلك. فالناس تبحث عن خطوات سريعة وضاغطة في هذه الأمور ولكن، للأسف الشديد، جزءا من المعارضة مازال يناقش القضايا السياسية التي نتفق على أهميتها ولكني أعتقد أن الأهم من كل ذلك مسائل الكرامة في العيش، فعشرات العوائل تنحدر نحو خط القبر لتسقط في امراضه، والفاقة - كما يقول المثل - أم الجرائم. بدلا من أن تصب كل الجهود في قضايا سياسية بعضها لا يخلو من نغمة «انا هنا أنا موجود» ينبغي التركيز على مثل هذه الهموم وإلا فإننا سنشهد في الأيام المقبلة انحسارا كبيرا في مواقع المحاضرات والندوات.
القضية لا تحتاج إلى عمق ذكاء... الناس تريد أن ترى نتائج ملموسة وحسية على وضعها الاقتصادي قبل كل شيء، والبطون الجائعة لا يمكن أن تسمع أي حديث منفعل عالي السقف إلا إذا أمنت قوتها. التظاهرات للقضايا السياسية مهمة ولكن التظاهرات للقضايا الاقتصادية التي تتحدث عن الجوع والفقر والبطالة أهم ألف مرة. دعونا نتحدث عن الفقر والجوع والمحسوبية والفساد الإداري
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 301 - الخميس 03 يوليو 2003م الموافق 03 جمادى الأولى 1424هـ