بعد أن قدم تهانيه إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون، بمناسبة انسحاب قواته من غزة وبيت لحم، اتصل الرئيس الأميركي بوش مساء أمس برئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) ليعرب له عن شكره على «قيادته القوية»، وأبلغه بأنه أظهر خلال الأسابيع الأخيرة «إرادة قوية من أجل السلام»، ويحرص عباس - من خلال تحركاته - على احتواء الفصائل الفلسطينية وصمود الهدنة التي تم التوصل إليها.
وشكر عباس، بدوره بوش على جهوده التي يبذلها لإنفاذ «خريطة الطريق»، كما ثمن له المساعدة المالية التي خصصها البيت الأبيض للسلطة.
إلى ذلك حرص عباس على أن يأخذ مواثيق وتأكيدات أخرى من قبل الفصائل الفلسطينية بالنسبة إلى الهدنة، إذ التقى مساء أمس وفدا يمثل حركة «حماس»، وأعلن وزير الثقافة الفلسطيني زياد أبوعمرو - قبل اللقاء - أن رئيس الوزراء يسعى إلى ضم الحركة للمؤسسات السياسية الفلسطينية. وقال أبوعمرو: «إن الحوار مع حماس وغيرها من الحركات يذهب إلى ابعد من الهدنة».
غير أن الوضع اختلف تماما في الميدان فعباس قد ذهل صباح أمس خلال زيارته بيت حانون (شمال غزة) لما رآه هنالك من دمار وخراب، فيما استشهد فلسطينيان أحدهما قائد في كتائب شهداء الأقصى اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلية، والآخر صبي داسته شاحنة إسرائيلية عمدا في طولكرم، ما دعا الكتائب إلى إصدار بيان شديد اللهجة هددت فيه بتعليق الهدنة.
وفي موضوع آخر، أفاد مسئول فلسطيني أن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن المسئول في الأمن الوقائي في قطاع غزة هشام عبدالرازق، بعد انتهاء فترة توقيفه، في حين أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية الإفراج عن مجموعة من 33 معتقلا فلسطينيا.
وفي سياق متصل، طالب المئات من أهالي الأسرى - الذين اعتصموا، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس - بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف.
القاهرة - أ ف ب
أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، أمس (الجمعة) أن الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد سيعقدان قمة قريبا في مصر. وقال إن القمة «ستبحث كل الموضوعات التي تهم الأمة العربية»، مشيرا إلى أنها تندرج في إطار «التشاور المستمر» بين الرئيسين.
وأوردت صحيفة «الأهرام» أن الرئيس السوري سيصل إلى القاهرة «مطلع الأسبوع». وذكرت أن الرئيسين سيبحثان مسألتي البدء بتنفيذ «خريطة الطريق»، وتطورات الحوادث في العراق.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
هددت كتائب شهداء الأقصى بتعليق الهدنة، وذلك بعد أن استشهد أمس فلسطينيان في قلقيلية أحدهما قائد في الكتائب اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي والآخر داسته شاحنة إسرائيلية، وقد أغلقت تلك القوات مفترق كفار داروم في قطاع غزة أمام تنقل وحركة الفلسطينيين، وفتحته في وقت لاحق، وقال القيادي البارز في حماس عبدالعزيز الرنتيسي إن عمر الهدنة سيكون قصيرا لأن «إسرائيل» لن تلتزم بها، وأفرجت سلطات الاحتلال عن مدير إدارة العمليات في جهاز الأمن الوقائي سليمان أبومطلق في قطاع غزة بعد اعتقال دام شهرين.
واحتجت الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبومازن) على إقدام قوات الاحتلال الصهيوني أمس اغتيال أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركه فتح وكانت وحدة من قوات حرس الحدود الإسرائيلي اغتالت محمود أحمد شاور (32 عاما)، من الكتائب عندما أطلقت نيران أسلحتها باتجاه سكان مدينة قليقلية، وقد أصابت عدة رصاصات شاور في رأسه وساقيه، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وأصيب الطفل أحمد حسن داود، والمواطن إبراهيم أسعد ياسين (22عاما)، الذي اعتقلته قوات الاحتلال، واعتقلت كذلك عزالدين عوض (40 عاما) واقتادته إلى جهة مجهولة. وتدعي قوات الاحتلال أن ياسين وشاور، ينشطان في كتائب شهداء الأقصى وينتميان إلى الخلية التي نفذت عملية إطلاق النار على شارع عابر «إسرائيل»، قرب قلقيلية، قبل أسبوعين، والتي أسفرت عن مقتل الطفلة الإسرائيلية نوعام لايبوفيتش. من جانبها هددت كتائب الأقصى، المنبثقة في بيان لها باستئناف العمليات ضد «إسرائيل» إذا ما استمرت الأخيرة في «عملياتها الإجرامية ضد مناضلينا من اغتيال واعتقال فإن ردنا سيكون قاسيا جدا». من جانب آخر قالت مصادر صحافية إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من السلطة الفلسطينية اعتقال الفلسطينيين المتورطين في هجوم أمس بقذائف مضادة بالدبابات على مستوطنة بقطاع غزة أسفر عن إصابة أربعة إسرائيليين بجروح. إلى ذلك اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أن إطلاق الصواريخ على مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة والهجوم الذي أدى إلى مقتل عامل أجنبي الاثنين الماضي في الضفة الغربية يشكلان عملا تخريبيا. وأعرب عباس للصحافيين أثناء جولة تفقدية في مدينة بيت حانون عن أسفه لحصول هذه الحوادث، وطالب بعدم السماح بتكرار ذلك. كما انتقد قوات الاحتلال الإسرائيلي لتخريبها المتعمد للاقتصاد الفلسطيني في بيت حانون قبل انسحابها من هناك الأحد الماضي وقال إن ما رآه خلال جولته في البلدة من دمار، هو عملية تخريب عن سابق إصرار وتصميم، للبنية التحتية والبيئة الاقتصادية والبنية الزراعية، والاقتصاد الفلسطيني، يجعل الإنسان يشعر بالألم والحسرة والحزن والأمل، وقد أعرب عن أسفه للممارسات الإسرائيلية في هذه المنطقة تحديدا وفي كثير من المناطق في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، إذ كانوا يحرثون الأرض حرثا حتى لا ينبت الشجر والزرع والنسل. وشدد على رغم ذلك يبقى لدينا الأمل، وأضاف «إننا مصممون على الوصول إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني» مؤكدا أن الشعب الفلسطيني مصمم على مسيرة النضال للوصول إلى دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف بإزالة الاستيطان وبالعودة إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران العام 1967.
في سياق متصل أكد القيادي في حركة حماس عبدالعزيز الرنتيسي أن الهدنة المعلنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تطول، موضحا أن الدافع الوحيد وراء قبول حماس إعلان الهدنة هو تجنيب الشعب الفلسطيني ويلات اشتباك داخلي. وقال الرنتيسى في حديث لصحيفة «السفير اللبنانية» أمس إن حماس مطمئنة إلى عدم احتمال التصادم مع السلطة بعد أن وفرت الحركة لها فرصة الوفاء بالتزاماتها تجاه التهدئة، مؤكدا ان السلطة متوافقة مع حماس بشأن أن أية اختراق لشروط الهدنة يعتبر انتهاكا للهدنة ذاتها. ورد الرنتيسي على إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي انتهاء الانتفاضة مشددا أن الانتفاضة باقية ما بقي الاحتلال والعدوان الصهيوني معتبرا أن عمر الهدنة سيكون قصيرا لأن شارون سينتهكها بالتأكيد. إلى ذلك أعلنت مصادر أن أبومازن التقى قادة حماس في قطاع غزة الليلة الماضية. وفي وقت لاحق استشهد الفتى عمر محمد يوسف عمر (15عاما) من بلدة حبلة في المحافظة، وأصيبت والدته حليمة عمر وشقيقاه بصدمة وانهيار عصبي، جراء دهسهم من قبل شاحنة إسرائيلية بالقرب من بلدة رأس عطية في المحافظة. وأفاد شهود عيان، أن شاحنة إسرائيلية، دهست المواطنين الثلاثة، الذين كانوا يستقلون عربة (كارو) كانت تسير على الطريق التي تصل بين بلدتي رأس عطية وعزون عتمة في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى وفاة المواطن عمر وإصابة والدته وشقيقيه بصدمة وانهيار عصبي، نقلوا على إثرها إلى أحد مشافي المدينة لتلقي العلاج.
وميدانيا اعتقلت قوات الاحتلال، فلسطينيا في مخيم بلاطة، قرب نابلس تتهمه بالنشاط في كتائب شهداء الأقصى، وبحسب بيان سلطان الاحتلال فإن المعتقل هو أيمن المصري، أحد النشطاء الكبار في الكتائب، الذي تتهمه «إسرائيل» بالتورط في سلسلة من العمليات ضد أهداف إسرائيلية. وفي غزة قالت مصادر أمنية فلسطينية وإسرائيلية، إن قوات الاحتلال، أعادت، إغلاق مفترق كفار داروم أمام حركة السير الفلسطينية لساعات، في أعقاب سقوط ثلاثة صواريخ مضادة للدبابات في مستوطنة كفار داروم، أسفرت عن إصابة أربعة مستوطنين بجروح طفيفة.
عمّان - قنا
وصف رئيس بلدية بيت لحم قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بإعادة الانتشار لقواتها في منطقة بيت لحم، وانسحابها من مدينة بيت لحم بأنه شعور بالسعادة والبهجة غير أنه ليس كاملا، وذلك بسبب إبقاء مداخل المدينة مغلقة وبسبب الجدار الفاصل الذي يعمل الاحتلال على بنائه بين مدينتي القدس وبيت لحم الأمر الذي سيؤدي إلى سرقة آلاف الدونمات الزراعية من أراضي المواطنين إضافة إلى قرار ضم منطقة مسجد بلال المسمى قبر راحيل إلى «إسرائيل» والذي سيؤدي إلى عزل آلاف المنازل وآلاف الهكتارات الزراعية عن المدينة. وقال في حديث لنشرة «عرب 48» الصادرة في القدس المحتلة: نحن نريد سلاما حقيقيا ونريد وقف الاعتداءات مشيرا إلى أن أهالي المدينة غير مرتاحين لهذا الوضع. وأضاف: لم يتغير أي شيء على أرض الواقع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية سوى دخول قوات الشرطة الفلسطينية بزيها العسكري الذي حرمت منه منذ بداية الانتفاضة
العدد 301 - الخميس 03 يوليو 2003م الموافق 03 جمادى الأولى 1424هـ