العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ

جهود لإحياء أعمال فان جوخ

تعد الملكيات المؤقتة لمنازل العطل وجياد السباق التي تمتلكها اتحادات تمويلية رخيصة للغاية. وفي الحال تستطيع امتلاك تحفة بسعر 50 جنيها استرلينيا فقط من أعمال الفنان فان جوخ والتي تستطيع ان تستمتع بها يوميا في الموقع الخاص بك على شبكة الانترنت.

ليس هناك شيء مخادع في الفكرة، اذ تم الترويج لها بواسطة أكبر مشروع فني تاريخي مرئي يدار من دون مساعدة في فرنسا في السنوات الأخيرة. وتكمن الفكرة في أخذ لوحة زيتية للفنان فان جوخ خارج قبو في سويسرا وتعلق على جدران الغرفة التي مات فيها الرسام في أوفيرس - سور - أويس، (30 ميلا شمال غرب باريس). الغرفة التي لم تتغير منذ انتحار فان جوخ في يوليو/ تموز 1890 تم ترميمها بعناية لتصبح بمظهر أواخر القرن التاسع عشر.

استمد الديكور من الصور المعاصرة، وتم احياء التفاصيل مثل الاقداح والستائر المخططة والمزركشة من لوحات فان جوخ. وأصبحت الحانة، التي اقام فيها فان جوخ في الشهرين الاخيرين من حياته الآن متحفا ومطعما راقيا معقول الاسعار أيضا يقدم اطباقا من تلك الحقبة الزمنية.

أنجز كل هذا في السنوات العشر الماضية من خلال اشتراطات خاصة، بواسطة محب لجوخ بلغاري الجنسية هو دومينيك تشارلز جانسينس. وعلى رغم ان أوفيرس ليس من السهل الوصول اليها من باريس، وتبقى اوبيرج رانكوس غير معروفة لكثير من الناس (ما عدا مجموعات السياحة اليابانية) وبدأت شهرتها في التنامي. اذ استقبلت الحانة حوالي 100 ألف زائر العام الماضي، نصفهم تقريبا يابانيون.

ويبقى جزء من حلم جانسينس غير محقق على رغم ذلك، فقبل ان يموت بقليل كتب فان جوخ خطابا الى أخيه ثيو قائلا انه يأمل يوما ما ان ينظم معرضا لاعماله في مقهى. ومنذ سنوات عدة سعى جانسينس (54 عاما) الى تحقيق رغبة الفنان بواسطة اقتناء اعمال جوخ الفنية لعرضها في حجرة نومه في أوبيرج رافوكس.

ومنذ سنتين ماضيتين وافق متحف بوشكين في موسكو على اعارة جانسينس لوحة واحدة من بين 70 لوحة زيتية رسمت بواسطة جوخ في أوفيرس - سور - أويس أثناء هياجه الابداعي في الشهور الأخيرة من حياته.

ولدى جانسينس خزانة نصبت على جدران غرفة نوم جوخ لحماية الأعمال الفنية وبقيت الخزانة خاوية الى يومنا هذا، أذ أوقف القرض بواسطة إدارة المتاحف الفرنسية، التي اعترضت - تحديدا لاسباب أمنية - على معاملة بين متحف أجنبي مشهور ومشروع خاص إدارة وتمويلا في فرنسا، وجاء جانسينس الهياب بفكرة أخرى ولوحة من الرسومات التي تعود الى فترة أوفيرس لجوخ حقل ذرة وخشخاش، لوحة صغيرة المقاس 60 * 50 سم كانت في صندوق وديعة في مصرف سويسري منذ العام 1946 وعرضت اللوحة مرة واحدة فقط في تلك الفترة، في لندن.

ووافق مالكها مبدئيا على بيعها لأوبيرج رافوكس بسعر 37,5 مليون يورو، وكان جانسينس في تفاوض لجمع النقد من خلال قروض. ولسداد القروض، خطط جانسينس لإطلاق نداء أسهم المانحين في أوروبا، أميركا، واليابان، على الارجح العام المقبل، وسيقدم النداء 500,000 سهم في اللوحة وسعر السهم 75 يورور (50 جنيها استرلينيا).

وسيتلقي كل من يأخذ سهما أو أسهما نسخة طبق الاصل من اللوحة ومدخلا الى الانترنت يسمح له بمشاهدة اللوحة الفعلية وقتما يشاء، من خلال كاميرات صغيرة منصوبة في جانب جدران غرفة نوم جوخ.

«احضر وشاهد لوحة فان جوخ التي اشتريتها بخمسين جنيها» لن يكون شعارا سيئا في حفلة عشاء، وقال جانسينس: «30 مارس/ آذار العام المقبل يوافق عيد الميلاد الـ 150 لفينسنت فان جوخ، وكهدية في عيد ميلاده نأمل في فتح مركز زوار جديد قريبا في منزل غاشيت» (إذ كان بول غاشيت صديق وطبيب جوخ).

وأضاف جانسينس «ولكنني ايضا متفائل بتقديم هدية ميلاد أخرى تتمثل في تعليق لوحة جوخ في غرفته، وعلى رغم كل شيء عندما كتب الفنان لثيو لم يقل متى بالضبط يرغب في إقامة معرض اعماله في مقهى. فقد قال في يوما ما في المستقبل فحسب».

(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً