العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ

فرنسا والحضور الرمزي في المنتدى الاقتصادي

سمير صبح comments [at] alwasatnews.com

.

كان لتخفيض فرنسا تمثيلها، إلى حده الادنى، في المنتدى العالمي الذي عقد في الاردن دلالة واضحة على أن الخلاف مع واشنطن في الكثير من المسائل لايزال على حاله. وحدها وزيرة الصناعة، نيكول فونتين هي التي مرت بالعاصمة الاردنية وبمنتداها بسرعة البرق. فلم تصل الرئيسة للبرلمان الاوروبي سابقا إلا يوم الاثنين صباحا، في حين افتتحت اعمال هذه التظاهرة يوم السبت، كما لم تكن مشاركتها في ورشة النقاشات المتعلقة بالبنيات التحتية للمنطقة سوى من باب رفع العتب. لذلك، كان خطابها مركزا على العموميات عن سياسة فرنسا في «الشرق الاوسط». فبمجرد انتهائها من إلقائه، غادرت القاعة علما بأن بلدها لديه شركات عملاقة متخصصة في هذا المجال، تسعى إلى انتزاع عقود في ظل هذه الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، كان من بين الحاضرين، وزراء خارجية بلدان، من بينها السعودية الذي تهدف باريس دخول اسواق دولته. ومن المؤشرات الاخرى على التأزم مع اميركا وانعكاس ذلك على كل المحافل التي تقف ورائها هذه الاخيرة، اعتذار وزير التجارة الخارجية فرنسوا لويس في اللحظة الأخيرة. أما فيما يتعلق بوزير الخارجية، دومينيك دوفيلبان، فلم يشأ هذا الأخير تكليف نفسه عناء السفر، على رغم اصرار رئيس المنتدى كلاوس شواب وإلحاحه. وينسحب هذا الواقع نفسه على رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى الذين تغيبوا في حين حضر نظراؤهم الاميركيون مثل رئيس مجلس إدارة شركة «بوينغ».

كيف يمكن تفسير اعتماد فرنسا سياسة «الكرسي الشاغر» ذلك، في الوقت الذي تبذل فرنسا جهدا استثنائيا في هذه المرحلة لاسماع صوتها إلى منطقة «الشرق الأوسط» بعد حرب العراق والهيمنة الاميركية عليه؟ على ذلك يجيب مسئول فرنسي اشتراكي سابق بأن فرنسا لا تملك حاليا خطابا متماسكا، منضبطا على ايقاع التحولات. لذلك، فإن حضورها انخفض إلى حده الادنى. فهل يعني ذلك أن موقف باريس من الحرب العراقية هو بسبب هذا التراجع؟ ممكن، يجيب أحد المراقبين الاوروبيين، لكن ذلك لم يمنع وزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر من الحضور والتعبير عن موقف الاتحاد براحة كاملة. ومن باب تسجيل المواقف والانشطة، أشار مدير إحدى الشركات الفرنسية المشاركة الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الاجتماع مع جيفغري روبين، مساعد بول بريمر وهو المكلف بالجانب التجاري لاعادة الاعمار في العراق كان ممتازا، ما يعني نظريا أن الولايات المتحدة قد طوت الصفحة العراقية مع فرنسا

العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً