يقال إن الزوجة كاليانصيب - أنت وحظك - بعض يوفقه الله لزوجة يجد فيها جنة الأرض وبعض يقوده الحظ التعيس إلى زوجة تريه نجوم الليل في عز الظهر... وبين هذا وذاك أناس وفقوا ورزقهم الله زوجات ما بين الجنة والعفريت. فالزوجة قادرة على أن تجعل من منزل «المحروس» جنة خلد أو جهنم حامية فإذا بُلي الزوج بامرأة نكدية - لا قدر الله - فلن يكون نصيبه في الحياة إلا شيئا من السعادة وقد يحرم منها هي الأخرى.

فالزوجة النكدية تصعب الحياة معها فهي تنوّم زوجها على المشاجرات الليلية، وتجلس صباحا لإعلان الحرب على الأطفال. وإذا حالفه الحظ وكان مشغولا أو في عمل والأطفال في المدارس تبدأ بإعلان الحرب على الجيران فإن لم تجد لها جيرانا قامت بنتف شعرها وخدش وجهها، بعبارة أخرى تبدأ بإعلان الحرب على الذات.

لا يوجد في الأرض شيء يرضيها فكل الناس مخطئون إلا هي، تبدأ الشجار وتخلق الفتنة وتخرج منها على صورة الطفل البريء هذا إذا ما لجأت إن أسعفتها الحيلة إلى محاولات صورية لاطفاء نار قلبها. تضرب ثم تبكي. عندما تجلس في مكان تبدأ المشكلات وتعم الفرقة. ترغم الزوج على قبول أكلها حتى لو كان بلا طعم أو لون أو رائحة، وتطلب منه أن يقبل منها ذلك وربما تصر عليه لطباعة كتاب لها في الطبخ على رغم قناعتها الذاتية بعدم استطابة مذاقها.

وتريد من كل لقمة يضعها في فمه أن يعقبها بملعقة شعرٍ يمتدح فيها أكلها، والويل له إن هو غفل عن ذلك أو نسي هنا تبدأ المعركة.

المرأة النكدية لا يعجبها شيء، فالحياة عندها قائمة على الخصام، ففي كل يوم تكسب لها خصما وتسرّح عنها صديقة فعندها شهية كبرى في زيادة الخصوم واكتساب الأعداء.

أبغض ما عندها أهل الزوج فأخواته تغار منهن عليه وأمه أكبر ضرة لديها، تخلق من اللاشيء شيئا ومن اللامشكلة مشكلة، وتغضب أنْ أعرض الزوج عن إثاراتها مدعية أنه يتجاهلها. تريد أن تمتلك الزوج فكل شيء فيه مباح بما في ذلك راتبه الشهري فتعطي لنفسها صلاحية التصرف فيه، وقد تنفقه كله في لحظة واحدة لتضيع تعب شهر بأكمله.

تراها عازفة عن أهم الأمور لدى كل زوج... الاحترام، التقدير، حياء النساء، الصمت الحكيم، والدقة في صرف المال وفوق ذلك الخلق والجمال.

إن أحبت أن تتجمل تجملت وعادة ما يكون لصالح منافسة شخصية تجاه امرأة أخرى اختلفت معها على خبر تافه أو معلومة غير دقيقة أما حظ الزوج من جمالها فلم يره إلا ليلة زواجه.

وفوق ذلك تطلب منه في كل لحظة أن يمتدح «جمالها»، وعادة حتى لو وفقت لجمال فإنه يذهب ويزول من عين الزوج بسبب تلك الأخلاق السيئة؛ فجمال المرأة النكدية يذوب مع نكدها فتبدو في قبح كبير. المرأة النكدية امرأة تبحث عن المشكلات... تجعل من المنزل يعيش اضطرابا مستمرا فلا هي تهنأ بالحياة ولا الأولاد يعيشون سعداء. فالزوج يرى أجمل لحظة وأسكن وقت يعيشه عندما تكون غائبة في مشوار... فحتى في النوم لها مشكلات فإن نامت بعد سيل الكلمات والاتهامات وطرح المطالب على الزوج قبل نومه، فإنه لا يهدأ من تلك السيمفونيات التي ترسلها بإيقاع الشخير.

المرأة النكدية امرأة تعاني من عدة عقد نفسية... فالزوج لا يشعر بالراحة إلا إذا وجدت هذه الزوجة علاجا أو يأذن الله بفرج ينتشله مما هو فيه.

فالزوج يطمح إلى الحنان والأطفال يعانون من الفقر العاطفي والمنزل يموج بالمشكلات والهموم والصراع اليومي والنكد الطويل.

المشكلة الكبرى عندما تُسأل هذه الزوجة عن نكدها فتبدي التعجب وتظهر على عينها الدهشة من اتهامها بهذا الاتهام الكبير فهي ترى - وهنا تكمن المصيبة - نفسها المرأة النموذجية التي يجب أن يبنى لها صرح أو تذكار أو نصب في كل بيت. فهي ترى نفسها أعطف امرأة وأكثر النساء جمالا وخلقا وحسنا وترى أن زواجها من هذا «الموّفق» فلتة العمر، فهي هدية الله له وسعادته الأبدية التي يجب أن يشكره عليها طيلة عمره ان وفق لهذه الهبة الإلهية الكبرى، فكل الناس يحسدونه عليها فهي حديث الناس الأول وشاغلة للدنيا. بيت مثل ذلك يحتاج إلى علاج وزوجة مثل هذه تحتاج إلى مصحة علاج. ليس العلاج مستحيلا ولكنه مستعصٍ وصعب.

بأيدينا نستطيع بناء سعادتنا... لا نحتاج إلى مصباح علاء الدين ولا خاتم سليمان، ولكن مزيدا من الوعي والثقافة ومعرفة أخطائنا. بذلك نستطيع تأسيس كوخٍ صغير يكبر بالحب فلا تهدمه الأخطاء. مشكلة المرأة النكدية أنها تهدم بيدها بيتها، ومن ثم تتهم الآخرين بالمؤامرة وأنهم وراء كل ما حدث