العدد 294 - الخميس 26 يونيو 2003م الموافق 25 ربيع الثاني 1424هـ

مارك تيسلير يتحدث عن الولايات المتحدة والشرق الأوسط... قضايا وأسئلة

في محاضرة نظمها مركز البحرين للدراسات والبحوث

استضاف مركز البحرين للدراسات والبحوث مساء الثلثاء الماضي، مدير الدراسات السياسية بمعهد البحوث الاجتماعية - جامعة ميتشيغان - البروفيسور مارك تيسلير، في محاضرة تحت عنوان: الولايات المتحدة والشرق الأوسط... قضايا وأسئلة، قدمه فيها رئيس مجلس أمناء المركز محمد جاسم الغتم بكلمة تناول فيها الجانب الاستراتيجي للمنطقة بحكم تراكمها الحضاري والثقافي والإسهامات الفريدة في الحضارة البشرية لقرون كثيرة، معرجا على ثلاثة مبادئ أساسية عاشت معها المنطقة عبر تاريخها الطويل، من خلال تشجيع التسامح والاعتدال والحوار بين الحضارات، إضافة إلى الاعتزاز بالتراث والثقافة، مع امتلاك عقل منفتح للاتصال مع العالم الخارجي والتعلم من الثقافات الأخرى.

على رغم وجود ورقة للندوة معدة سلفا ووزعت على الحضور إلا ان البروفيسور عمد إلى ارتجال محاضرته ما جعلها غير مركزة ومشوشة في الكثير من المحاور التي تناولها وتجلى ذلك في المقدمات التي طرحها في محاولة للإجابة عن أسئلة ثلاثة تتركز على: لماذا الأميركيون في العراق؟، وهل هناك إمكان لقيام سلام بين «الإسرائيليين والفلسطينيين؟، وهل هناك صراع بين الإسلام والغرب؟

لم يقدم تيسلير إجابات شافية، بل ولم يدع قدرته على ذلك، ففيما يتعلق بوجود الأميركيين في العراق، أشار إلى الجدل الدائر في بريطانيا على اعتبارها الحليف الأول والاستراتيجي للولايات المتحدة، يتعلق بكم المعلومات التي كانت بحوزة الإدارة الأميركية لتبرير قيام الحرب على العراق، عرج تيسلير على التخمينات والتقارير التي تشير إلى وجود ارتباط بين منظمة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن والنظام العراقي السابق، ما استوجب مثل ذلك الوجود من وجهة نظر الإدارة الأميركية، وتطرق تيسلير إلى القول إن هناك أكثرية أميركية تتفق مع وجهة نظر الإدارة الأميركية، كما ان وجهة نظر الإدارة ترى أن أميركا مرحب بها أينما توجهت وأن الكثيرين سيقدمون شكرهم وامتنانهم لها بالنظر إلى ما أنجزته في بقاع كثيرة من العالم على حد زعمه.

ولم ينس تيسلير الإشارة إلى ان هناك أقلية أميركية تنمو، تذهب إلى الاعتقاد بأن «الشرق الأوسط» والعالم سيكونان في حال أفضل بعيدا عن وجود نظام صدام حسين، وترك تيسلير أحد اسئلته معلقا من دون إجابة شأن عدد آخر من الأسئلة التي طرحها يتعلق بالسبب الذي دفع الإدارة الأميركية لشن الحرب على العراق وملخصة: هل تم تقديم إيضاح أو إبراز أدلة قدمتها الاستخبارات الأميركية، أم انها تقع ضمن اهتمامين تريد التأكيد عليهما:

- النفط

- ومزيد من الدعم لـ «إسرائيل»، باعتبارها شريكا استراتيجيا وحيويا في المنطقة.

تيسلير ذهب إلى القوم إن الإدارة الأميركية تريد أن تظهر قوية أمام العالم، من دون أن تنتظر حدوث أمر يدفعها لإظهار تلك القوة، إذ عليها أن تتخذ الإجراءات والاحتياطات الضرورية للحيلولة دون حدوثه.

وعن إمكان السلام بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين، أوضح تيسلير ضرورة قيامه وان لم يكن هو الصراع الوحيد في «الشرق الأوسط» إلا انه لا يوجد صراع يماثله من حيث الانعكاسات والتأثيرات التي خلفها وسيخلفها مستقبلا، رابطا بين ذلك الصراع ومسألة الوجود الأميركي بالقول: ان ذلك الوجود ليس أحد الأهداف الأميركية بقدر ما هو في مصلحة العالم العربي بقيام تحقق التنمية ودمقرطة دولة اضافة إلى تحقيق سلام بين «الاسرائيليين» والفلسطينيين.

وعن «خريطة الطريق» أشار إلى ان العمل على وضعها تم قبل التدخل الاميركي في افغانستان بحكم ان اميركا أصبحت متورطة ومعنية بالصراع في المنطقة.

وبشأن التوقعات عمّا ستتمخض عنه «الخريطة» ورؤيته حولها، أشار إلى أنها غير متوازنة متسائلا: ما الذي يمكن ان يحصل عليه الفلسطينيون من خلالها... اذا اخذنا في الاعتبار استمرار سياسات رئيس الحكومة «الاسرائيلي» ارييل شارون... وتصاعد العمليات «الانتحارية» التي لا يمكن تبريرها على حد تعبيره، مضيفا انه لا يتوقع الكثير من الحكومة «الاسرائيلية» برئاسة شارون، على رغم ان الغالبية في «اسرائيل» تؤيد العودة إلى حدود العام 1967.

أما بشأن موضوع الصراع بين والغرب الذي تضمن تساؤله الأخير في المحاضرة... انطلق تيسلير من أطروحة البروفيسور صامويل هنتينغتون التي ضمنها أحد أشهر مؤلفات «صدام الحضارات»، بزعمه ان الثقافة والاختلافات الدينية يعدان «سببين رئيسيين» للصراع الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة وبتقريره ان الاسلام على وجه التحديد يشجع عدوانية المسلم تجاه غير المسلمين.

تيسلير استشهد باستطلاع اجرته جامعة ميتشيغان من خلال معهد الابحاث الاجتماعية... في تتبع هجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001، اظهر بأن 54 في المئة عبروا عن وجهة نظرهم بأن تلك الهجمات قامت بتحريض من الصراع بين المسيحية والاسلام.

وأشار إلى ان أكثر ما يثير الانزعاج هو تلك التصريحات لبعض القيادات الدينية في الولايات المتحدة وعلى سبيل المثال... صرح المبشر البروتستانتي ريف فرانكلين جراهام نجل بيل جراهام «بأن الاسلام دين شرير ومولع بالفظاعة».

المحاضرة كما أسلفنا لم تكن مركزة ومستوية في أفكارها ولم تقدم رؤية جديدة تتعلق بالأسئلة الثلاثة التي طرحها... بل كانت إعادة وتكرارا لعدد من الطروحات التي تم تجاوزها لدى عدد من المفكرين والباحثين الاستراتيجيين العرب امثال عبدالله النفيسي، برهان غليون، خليل الشقاقي، مصطفى حمارنة، هلال خشان وغيرهم





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً