ألا ترون أن كل شيء في هذا العصر أصبح غريبا او مقلوبا في المعنى او المفهوم او الشكل او التصرف؟ السفن تسير عكس الريح والطائرة تطير في الجو الماطر امهر من الطير، والسيارة تسير على الماء، والسفينة تغوص في اعماق البحار، والدين الاسلامي يوصف بالارهاب، والمدافع عن الحق مجرم يستحق العقاب، والكذاب سياسي جدير بالاحترام، والسارق يطارد المسروق.
هكذا تغير كل شيء وهكذا كان كذلك التحول والتجرد من القيم الانسانية والعودة إلى عصر الغاب والجاهلية في عصر يطلق عليه عصر العولمة التي أحلت كل حرام وجرمت الضعيف على ضعفه، والفقير على فقره، ومنحت القوي حق خنقه وقتله.
عولمة قيدت الشرف والفضيلة، واطلقت العنان للقوة والرذيلة
والآن هل لنا ان نتساءل إلى اين تقودنا هذه الفلسفة وإلى اين سنتهي بنا اشرار العولمة الغربية الغريبة الاطوار؟ الا ترون ان فيها كثيرا من الدجل؟ وهل يمكن اعتبارها انها هي فعلا تقودنا إلى اتباع خطوات الدجال الذي يعد الناس بتخليصهم من العبودية ويعدهم بالخير والعيش الكريم فيتبعونه؟ فإذا ما انقادوا له ولهواه ولاوامره وصدقوه خدعهم وقادهم للكفر والهوان والشر والهلاك فينتشر الفقر وتعم السرقة وتختنق الفضيلة وتدب المشاكل في المجتمع وتتهاوى القيم الواحدة تلو الاخرى فتنهار المجتمعات وتنتشر الفوضى فتسقط انسانية كل انسان وعندئذ لا يميزه عن الحيوان الذي ينهش القوي منها الضعيف الا رقمه الشخصي.
ان العولمة شر مستطير تعز الغني القوي وتذل الضعيف الفقير، وما من شعب انجر وراء شعاراتها الا خلخلته حتى يتخلى عن دينه ثم تكتسحه بشرورها تحت رحاها وتجعله وقودا لاندفاعها لحرق الآخرين.
العولمة تمثل الشر والدين عدوها الاول لانه يمثل الخير وبما ان الخير والشر في صراع مستمر إلى يوم الدين لذلك اختارت العولمة الدين الاسلامي لان يكون عدوها الاول لما فيه من رحمة للعالمين ولانه ينشر العدل والفضيلة ويساوي بين ابناء البشر فلا فضل للغني على الفقير الا بالتقوى.
يعتقد منظرو العولمة بانهم قد حققوا انتصارات كبرى على الاسلام بعد احتلال القدس وافغانستان والعراق وهددوا الجزيرة العربية. الا انه مع ذلك لن يستطيعوا هزيمة هذا الدين لان الله قد حفظه من كل شيطان مارد قال تعالى «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» صدق الله العظيم
إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"العدد 293 - الأربعاء 25 يونيو 2003م الموافق 24 ربيع الثاني 1424هـ